شدّدت الباحثة والناشطة الفلسطينية جنى بشير على دور المرأة العربية في رسم ملامح الدولة الديمقراطية ، وتحقيق النهوض في مختلف المجالات . وأضافت الباحثة الفلسطينية أنّ المرأة العربية استطاعت بفضل اصرارها
ونضالها تجاوز شروط مجتمع عربي يجنح الى 'الذكورية' حدّ تهميشها . واشارت محدّثتنا الى الدور النضالي الذي ما فتئت المرأة الفلسطينية تقوم به على مدى عقود.
• كيف ترون واقع المرأة العربيّة في الفترة الراهنة؟
نعيش اليوم في عالم عربي مزّقته الحروب والصراعات والجهل. لعل ابرز سماته هو الارهاب وما نتج عنه من قتل وتشرد واعتقالات ولجوء. وفي كل هذه الحالات لم تغب المرأة العربية. المرأة الام والزوجة والابنة؛ الناشطة والفاعلة والمناضلة؛ المرأة المطاردة والمعتقلة واللاجئة. اعتقد بان واقع المرأة الحالي هو من اسوأ ما يكون. في حين لا تزال بعض الدول تقمع الانثى وتحرمها ابسط الحقوق نجدها في اماكن اخرى تعامل كالسبايا والرقيق، هذا رغم أن تاريخنا العربي المعاصر يذكر للمرأة دورا رائدا وفعالا في الحياة السياسية والثقافية وخاصة خلال فترة الانتداب العثماني ومن ثم الفرنسي والانقليزي لمنطقتنا العربية.
واودّ ان اشير هنا الى وجه مقيت يبرزه الاعلام من خلال مجموعة من الافلام والبرامج حوّلت المرأة إما الى شبه جارية او الى متحررة خارج حدود التقاليد والأخلاق العامة والتربية.
• كيف ترون مشاركة المرأة وحضورها في الميدان السياسي
بعيدا عن واقع الربيع العربي، ينحصر دور المرأة السياسي كرائدة ومناضلة في هذا الميدان لمجموعة من الدول مثل لبنان وفلسطين وتونس والجزائر ويغيب هذا النموذج في الغالبية العظمى منها. فالمرأة القائدة نمط لا يزال غائبا نتيجة لعدة ظروف. فيما نجد تطورا في المجال العلمي مثل المرأة الطبيبة والمهندسة وعالمة الفضاء والشرطية والباحثة والكاتبة السياسية والاهم بروز اسماء لامعة من سيدات اعمال عربيات على مستويات اقليمية ومحلية .
• هل استطاعت المرأة العربية ، حسب رايكم ، فرض نفسها في المنطقة العربية رغم النزعة الذكورية الطاغية على العقلية المشرقية ؟
بالنسبة إليّ اعتقد بأننا لانزال في بداية المسار الصحيح من المشاركة الحقيقية والفعلية. ان تكوني سيدة عاملة وزوجة واما وسيدة مجتمع هو عبء يحتاج الى التضحية والتنازلات قد نخطىء احيانا وننجح احيانا اخرى. ولا شك لدي بان البيئة الحاضنة للمرأة هي عائلتها اي والدها وإخوانها وزوجها وأولادها في مرحلة متقدمة. صحيح اننا نعيش في مجتمع عربي يجنح الى الذكورية حدّ التهميش. والمحافظة حدّ القتل والقمع . ومع ذلك فقد بدأ يتكون الوعي الكافي لدى السيدات للنهوض ولدى الرجال لدعم الحركات النسوية ودعم المرأة لتتبوأ مراكز متقدمه.
• بخصوص المرأة الفلسطينية ، نريد الخوض في مسيرة نضال المرأة الفلسطينية ودورها في القضية ، لو تقدمين لنا واقعها وانتظاراتها والصعوبات التي تواجهها ؟
سبعة عقود من المقاومة والاعتقال . اعتقد بان هذه هي سمة المرأة الفلسطينية. المناضلة والاسيرة. ام الشهيد وابنة الشهيد وزوجة الشهيد واخت الشهيد. من اهم ميزات المجتمع الفلسطيني بان المرأة لم تحتج الكثير من المجهود لإثبات قدراتها في القيادة والسبب الاول هو مستوى الوعي لدى القيادات الفلسطينية والمثقفين اضافة الى واقع الاحتلال الذي لم يفرق يوما بين ذكر وأنثى .. رضيع وعجوز وشاب .. فنجد المناضلة التي خطفت طائرة العدو .. السياسية المفاوضة .. الاسيرة .. والاستشهادية مثل عروسة فلسطين دلال المغربي .. وغيرها من امثلة يطول ذكرها .