"لأنّ القصيدة أنثى"، أمسية شعرية فنية نظمها بيت الشعر التونسي يوم الخميس 13 أوت/آب، احتفالا بالعيد الوطني للمرأة، استضاف خلالها ملتقى الكاتبات "سيّدة الكلمات"، الملتقى الذي يجمّع كاتبات من شتّى الفئات العمرية للاطلاع على تجارب بعضهنّ البعض ويطمح إلى تطوير نصوصهنّ في جو من الحرية والانعتاق. كما تضمّنت الأمسية مداخلات لمجموعة من الشاعرات التونسيات: سندس بكّار، بسمة الحذيري، صالحة الجلاصي، سهير بادي وسليمة السرايري. ومداخلات موسيقية مع ذكرى السعيداني وحذامي القاسمي. ومعرضا للفنانة الحرفية سعاد الدويري.
"لأنّ القصيدة أنثى" هي قصيدة لنزار قباني، اختير عنوانها ليكون عنوان هذه الأمسية النسائية بامتياز، فكانت القصيدة وحروفها ونغمات الموسيقى المرافقة لها إناث يضربن على أوتار القلوب في عيدهنّ.
صدحت بنات ملتقى "سيّدة الكلمات"، فتيات في عمر الورد ونساء مزهرات، صدحْن بالشعر وبالحكايات الملحونة، فكانت حكاية الحرام والحلال والحب الخطيئة مع ريهام بن عليّة، الصحافية الشابة، التي تقول "كبّرونا فارغين ضايعين نحبّوا وما نعرفوش". وكانت رسالة أمل وسلاتي لوالدها المتوفّى، رسالة عاشقة لمن لفّ صغرها حبّا، دمعت معها عينا زميلتها في الملتقى وفي تقديم الأمسية صابرين غنودي. وكان فخر المرأة التونسية بنفسها مع رجاء الشابي في قصيدة باللغة الفرنسية صرخت فيها "تونسية وأفتخر، أنا بنت بورقيبة". و"لم يكن الرضا أبدا دليله السكوت" في تصيّد لحالات يوميّة يعيشها الإنسان مع جيهان شعّابي.
معظم هذه الكلمات التقت مع أوتار قيثارة ذكرى السعيداني في صور متناغمة جميلة وضعت فتيات تونس في إطار فنّي راقٍ ومُبهِجٍ. وغنّت حذامي القاسمي بعض الأغاني كـ "يمّا مويل الهوى"، كما رافقت ذكرى في وصلة غنائية.
إلقاء رائع لأغلب الفتيات وجرأة في الوقوف أمام الجمهور دون رهبة، وحضور لافت، على اعتبار أنّهن مازلن هاويات في بداية الطريق.
ابتسامات علت وجوه الشاعرات التونسيات وهنّ يتابعن تجارب يافعة مازالت تتلمّس الطريق، فتيات ونساء عبرن منبر بيت الشعر ليثرين التجربة الهاوية في الشعر وفي الحكاية الملحونة، قدمن من ملتقى "سيّدة الكلمات"، ذلك الملتقى الذي سيتحوّل قريبا إلى جمعية، حسب ما صرّحت به صابرين غنودي لوكالة أخبار المرأة.
صدحت شاعرات تونس على منبر بيت الشعر بما يخالجهنّ، فهذه القيروان وأزقتها بنبض قلم الشاعرة سندس بكّار تثير الحنين إلى المكان في المرأة بداخلها. وهذه تونس الأنثى مع الشاعرة بسمة الحذيري التي اختارت أن تفتتح مداخلتها بقصيدة يقول مطلعها: "لأنّ القصيدة أنثى.. وأنثى الوجود قصيدة، أحبّك تونس أنثى.. بحجم الإباء عنيدة". وتلك تساؤلات امرأة في قصيدة تفوح قلقا مع الشاعرة سليمة السرايري و"هل عادت قصائدنا من قلعة الريح". و"أكبر من أن تراني" مع الشاعرة صالحة الجلاصي ، وقصيدة "الكذبة" التي تتساؤل من خلالها: "من نحن حتى نزرع شجر الكلام، ونشكل الطين فكرة فكرة حتى ننتهي". ما احتفى ملتقى سيدة الكلمات بالشاعرة التونسية سهير بادي قبل أن تلقي بعضا من قصائدها وذلك بمناسبة عيد ميلادها الذي تزامن والعيد الوطني للمرأة.
الحضور لم ينحصر في النساء، بل كان الرجال حاضرون وبشكل مكثّف في الأمسية التي استمرّت لأكثر من ثلاث ساعات، ومن بينهم الشاعر التونسي عادل الجريدي.
اختتم الأمسية مدير بيت الشعر محمد الخالدي، بتكريم ملتقى سيّدة الكلمات الذي قدّمت فتياته الأمسية وأثثن عددا هاما من فقراته.