الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

اششششش ..... البيوت أسرار !!

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: مكارم المختار - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

غالبا ما تحدث خلافات بين الرجل والمرأة وكثيرا ما تؤول تلك الخلافات إلى جدل بعد نقاش ومن ثم قد يتحول ليتطور إلى ما لا يحبذ ولا يستوجب أو إلى ما لا تحمد عقباه ، والسبب البسيط هو الاختلاف . الاختلاف لعدم تقبل ثقافة الأخر وعدم الاعتبار للتفهم ، ولعدم احترام الاختلافات والتباين .
وفي خصوصيات البيوت وأسرارها يتبلور الخلاف ويتجسد بين الزوج والزوجة ، بين رب الأسرة سيد البيت وبين الزوجة شريكة سيد البيت " ولا نريد أن نقول تابع سيد البيت " ، المهم ـ للرجل " سيد البيت " الزوج ، قول في خصوصية البيوت وأسرارها وله قول يستوجب على زوجته التزامه والأخذ به .
يقول الزوج : زوجتي تعرف أن البيوت أسرار ، لكنها لا تقتنع بهذه المقولة كما يبدو ، وكثيرا ما تكون هذه الحقيقة سببا مباشرا في تعكير صفو منزلهم الهادئ المنسجم بعلاقات أفراده ، والذي نادرا ما سمع أحد عن مشاكل داخله ، أو عرف شيئا من أسراره ، لكن لو حدث العكس فأن زوجته هي السبب في الغالب .
هذا الزوج لا يكف الطلب إلى زوجته ألا تطرح مشاكلهم أمام الأهل أو أمام الجيران ، لكنها " الزوجة " ترد ببساطة وتلقائية " بأن ما تقوله لا يعتبر من الأسرار ، بل هو مجرد أمر عادي في كل البيوت وبين جميع أفراد الأسر .
ويعقب الزوج ، أن للآخرين أن يتصرفوا بأسرارهم كما يشاءون ، ولهم وعليهم أن يحافظوا على أسرارهم ، وتطيع الزوجة سماعا رأي الزوج وعدا منها أنها " ستحاول " لتخفف من غضبه ، وهي وهو يعرفان أنها حاولت طيلة حياتهما الزوجية ، لكنها لم ما امتنعت ولم تنجح .
يردد الزوج على أسماع زوجته قوله دائما : أن الثرثرة مع الجارات على فنجان قهوة أو شاي أمر يحرجه ويزعجه ، وقد يكون ردها أحيانا : أن ما تقوله هي لا يساوي شيئا مقارنة بما تقوله صديقاتها عن حياتهن الأسرية .
وقد تصل الأمور وهذا الجدل في الاختلاف إلى ما يعكر صفو العلاقة الزوجية وأن كانت عن حب أو تمت على اختيار ، ولتمتص الزوجة غضب الزوج وتحتوي الاختلاف قبل تفاقمه لمشكلة واعدة الزوج قولا : أنها ستسمع أكثر مما تتكلم ، أي على حد التعبير " تشتري أكثر مما تبيع ".
وإذا ما انتهيا من مشكلة الثرثرة بأسرار العائلة مع الصديقات يبدأ الزوج مع زوجته مشكلة أخرى ، هي الحديث عن مشاكلهما الخاصة أمام الأبناء .
فيقول لها : أن التحدث بخصوصيات مشاكلهما يهز صورتهما أمام الأطفال ، وقد يكون الرد العفوي من الزوجة : بأن سماع هذا منهما أفضل من سماعه من الجيران أو الأقارب ، وتزيد قولها جدلا ، بأن معرفة الأخطاء ومناقشتها أفضل من التستر عليها والتعامي عنها .
أن بيتنا بلا أسرار ليس بيتا على الإطلاق وأن إنسانا لا سر له لا وجود له ، وأن شؤون المنزل الخاصة أمر يجب أن يناقش داخل المنزل وليس على فنجان من القهوة ، وأن طفلا ينشأ في جو مثل هذا ينشأ مشوه الكيان .
هذا ما يصب على أن الزوجة لا تريد الاعتراف والأخذ به وأنها تتهاون في التقبل والاقتناع والتنفيذ والطاعة رغم محاولاتها ووعودها . هذا ما يعتقده الزوج ، وأنه حسب تصوره ناتج عن حبها له أكثر مما هي قناعتها ، وتلك هي المشكلة .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى