في مناح عدة وجوانب من الحياة تعتصر البعض الأحزان، وتحاصرهم الهموم، ويشعرون بأن على قلوبهم حمل كبير جداً، هذا واقع، البعض يقع فريسة لهذه المشاعر، وتحطمه هذه الهموم، ولا غرابة أن نسمع عن الكثير من الأمراض النفسية التي هي نتيجة لمثل هذه العقبات والهموم.
ولكننا نغفل ونحن نعيش في لجة هذا الحزن، أن هناك ما هو أسوأ وواقعه أكثر ألماً، وكما قال الشاعر: «رُبَّ دهر بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه». وهذه حقيقة فنحن قد تجعلنا بعض الظروف نبكي ونلوم الزمن والأيام والوقت، لأنها اقترنت بذكرى مؤلمة ونحن لا نعلم أن مقبل الأيام قد يجعلنا نعتبر تلك الأيام التي كنا ننتقدها أيام خضراء بيضاء، ونشتاق إليها ونمدحها.
ما يجب علينا أن نفهمه ونتسلح به أن لا إنسان في راحة أو يملك كل شيء من منابع وأسباب السعادة، فلا يوجد إنسان إلا ولديه هم ومشكلة وحزن، مهما طال به الفرح ومهما امتدت به السعادة، فلا بد أن تجتاحه الهموم، وهذا مصداق لقوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
إذن ونحن نسلم بتقلب هذه الأيام وتلون الوقت، لا بد أن نتسلح بالإيمان ونعمل ونبذل ما في وسعنا من أجل أوقات مفرحة وسعيدة، ولكننا نكون محصنين من القدر المؤلم عندما يقع ويصيبنا، ولنتذكر أننا في خضم هذه الحياة لو قدر لنا ونظرنا للآخرين وهمومهم وممن أصابته مصائب الحياة بكل قسوة، لرفعنا الأكف نحو المولى شاكرين وحامدين لطفه ورحمته .. لنفرح ونسعد وأيضاً لنكن أقوياء على هموم الحياة وقسوتها.