الملاحظ خلال التظاهرات الأخيرة في وسط بيروت ضد الفساد، وجود عنصر نسائي فاعل في التظاهرات وأيضًا في تنظيمها، وتقول الناشطة الإجتماعية ليلى الزغبي ل"إيلاف" إن هناك صحوة نسائية للمطالبة بالحقوق المعيشية، والمطالب تبقى سلة كاملة متكاملة، وأهم ما في الموضوع أن ما وصلنا إليه من تدابير قد أضرت بالبيئة اللبنانية، وأدت إلى تسميمها، والجميع نساء ورجالاً ينادون بتنظيف البيئة التي سممتها النفايات على الطرق، والبحر كان ملوثًا وسكتنا جميعنا نساء ورجالا، وكذلك مع التقنين الكهربائي لم نتكلم ولم نقم بتظاهرات، وانقطاع المياه في المنازل، ولكن طفح الكيل مع النفايات التي تتجمع في الطرق وهي التي فجّرت ما كان مكبوتًا لدى اللبنانيين بجميع طوائفهم وأجناسهم، وهي نقطة المياه التي أفاضت الكوب في لبنان.
حقوق النساء
تقول الزغبي إن النساء هن الأكثر تحسسًا في هذا الخصوص، من دون أن ننسى مطالبهن الإجتماعية الأخرى في هذا المجال، وأهمها العنف ضدهن، فهل مسموح اليوم أن تعنّف النساء ويضربن ولا يطالبن بحقوقهن ويصل الأمر إلى موت الأكثرية منهن. جميع حقوق المرأة اللبنانية غير متوافرة، وما الغرابة اليوم في أن تنتفض ضد المطالب المعيشية كونها عضوًا فاعلاً في هذا المجتمع، وتعطي كما الرجل لأن لديها طاقة أكبر، رغم ذلك نرى أنها لم تنل حقوقها في العمل، ولا يتم مساواتها بالمعاش أسوة بالرجل، وكذلك حقوقها لم تنلها مع أولادها، ففي حال توفي زوجها لا حق لها بالحضانة، يجب أن يكون هناك وصيّ.
وما ينهي كل هذا الأمر هو قيام مجتمع مدني، ومع وجود مجتمع مبني على أن لكل طائفة قانونها الخاص، سيبقى التمييز والتفرقة والظلم يلاحق النساء.
صحوة نسائية
هل هناك صحوة نسائية اليوم على الحقوق والمطالب المعيشية لديهن؟ تجيب الزغبي الصحوة بدأت منذ فترة وبلغت أوجها في التظاهرات، وأصبحت المرأة أكثر جرأة في المطالبة بحقوقها وشعورها أنها متساوية مع الرجل، لأن المرأة لا يمكن معاملتها اليوم كما في السابق، وهي تتعلم وتبرهن كل الإحصاءات أن مستوى الذكاء لدى النساء يفوق الرجل، ويجب أن تنتفض لأنها تساوي الرجل من الناحية العلمية فلماذا لا تطالب بحقوقها.
ما الذي تضيفه النساء على التظاهرات الأخيرة في وسط بيروت؟ تجيب الزغبي أنها تضيف أمرًا هامًا وهو أن المجتمع بكافة أطيافه وبعنصريه النسائي والرجالي يقوم اليوم بالتظاهر من أجل الحصول على المطالب المعيشية المحقة.
لماذا حتى اليوم يتم تهميش المرأة سياسيًا؟ تقول الزغبي إن المجتمع ليس مدنيًا، والفئة المتعلمة تحاول الوصول، غير أن الأحزاب السياسية لا تساهم أيضًا في إيصال النساء إلى المراكز السياسيّة الهامة في لبنان، وتبقى حكرًا على الرجال.
بعد هذه التظاهرات هل من الممكن أن نرى نساء أكثر في الحياة السياسيّة بعدما برزن بقوة في المجتمع المدني؟ نعم بالتأكيد، تجيب الزغبي فبعد ما شهده الحراك المدني من بروز نساء لرائدات فيه لا بد من أن ينعكس ذلك على الحياة السياسيّة التي نأمل أن تكون النساء مشاركات فيها بكثرة في المستقبل.