فخر بنات الإمارات أكبر.. هذا أبسط ما يمكن أن نقوله لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حين عبرت عن مشاعرها ونظرتها لابنة الإمارات فقالت: «نشعر بالفخر والاعتزاز بأن المرأة الإماراتية كانت بفضل دعم القيادة الرشيدة الحكيمة في مختلف مراحل مسيرة تقدمها سباقة في نكران الذات والولاء للوطن بالانخراط في القوات المسلحة والاستعداد للتضحية والفداء مما جعل منها نموذجاً ريادياً في المنطقة في استحقاق هذا الشرف».
هذه الكلمات العطرة جاءت من سموها حين أعلنت أن الاحتفال بـ «يوم المرأة الإماراتية» بدورته الأولى سيخصص للاحتفاء بالمرأة الإماراتية المنضوية في صفوف القوات المسلحة تقديراً وتثميناً لدورها البطولي وتضحياتها وعطاءاتها النبيلة والشجاعة في هذا الميدان.
فلماذا لا يكون فخرنا بسموها أكبر وهي التي غرست في نفوسنا معنى أن تكون المرأة قوة اجتماعية ورقماً أساسياً في معادلة التنمية والنهضة، بل ركناً قوياً من أركان الدولة العصرية، ففتحت لها الأبواب لخوض ميدان العلم، والمعرفة ونيل الشهادات العالية، ودعتها بقوة إلى الدخول في عالم الأعمال حتى غدت من سيداته، وإلى خوض غمار المستقبل حتى أصبحت من رائداته.
لنا الفخر الأكبر لأننا اليوم نحصد بجبين عالٍ ثمرة غراس الثقة الطيبة التي غرسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسقى شجرتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأظلها المجتمع بالحفظ والرعاية، حتى أصبح منا العالمة والمفكرة والسياسية والدبلوماسية، والطبيبة والمهندسة.. وغير ذلك من شتى مناحي الحياة، بل أصبح منا وبكل فخر «أم الشهيد» التي تقدم ثمرة فؤادها للوطن لترد عبر دماء ابنها الطاهرة شيئاً من جميله.
مبادرة عظيمة ذكية من سموها بتخصيص الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام ليكون احتفاءً بالمنضويات في صفوف القوات المسلحة، لأنها أبرز مظاهر التضحية حين تقدم نفسها بجرأة لحماية أمن الوطن والذود عن ترابه، وكما وصفت ذلك سموها بالملحمة الأسطورية من الوفاء للوطن والولاء للقيادة أن تقبل ابنة الإمارات على الانخراط في صفوف الخدمة الوطنية على الرغم من أن القانون لم يلزمهن بها، ما يعكس بطبيعة الحال استعداداً وطنياً لتحمل المسؤولية والشراكة الوطنية في الدفاع عن سيادة الوطن وكرامته ومكتسباته.
وعند أم الشهيد لنا وقفة، بل تقف جميع الكلمات إجلالاً لها، لأنها هي التي تعرف بحق معنى التضحية والفداء، لأنها عاشته وتعيشه مع كل ذكرى لابنها، شطر روحها، وهي مع ذلك تسجل كل يوم مواقف نور مشرّفة بأن قيمة الوطن فوق كل قيمة، ولا عجب أن تبادل كل نساء الإمارات أم الشهيد مشاعر الفخر بصنيعها، ولذلك سارعت فتيات الوطن في مبادرة خلاقة لزيارة أمهات الشهداء ليقلن لها: أنت قدوة الفداء.
يوم المرأة الإماراتية هو يوم المعجزة، لأنه صنع من المرأة البسيطة الأمية نموذجاً نهضوياً، واستطاعت خلال أربعة عقود أن تقفز بإنجازاتها إلى ما يعجز العالم عن تفسيره إلا بمبدأ الطموح الكبير والثقة العالية بالنفس والمجتمع، فكانت في عطائها على قدم المساواة مع الرجل، وكانت في تضحياتها في مقدمة المترجمين لهذا المعنى بالنفس والنفيس.
ستبقى ابنة الوطن كذلك، لأنها ترى مستقبلها في حضورها، وكما أراد لها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حين قال: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها.. للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن ».