في مجتمع لازالت تصدح به أصوات ذكورية منادية بالمرأة “الشغالة” وليست الساعية خلف حلمها، تنمو أزهار على جدران الشوارع وصفحات الفيسبوك والأهم برؤوس الناس. أزهار تهدم دون وعي أو قصد هذه التابوه الرديء وتؤسس لطريق على الفتيات أن تنتبه على الأقل لوجوده.
روزي ميشيل الفتاة البالغة من عمرها السابعة عشر مغرمة بالرسم على الأظافر وتتابع بالتزام داخلي صفحات الفنانات المشاهير بهذا المجال خارج مصر عبر صفحاتهم على إنستجرام. يزداد شغفها فتبدأ تمارس هوايتها على أظافر أختها وصديقاتها اللواتي يصرن بدورهن من المعجبات. يتطور الأمر فتُفاجيء بزميلتين من المدرسة يقرعا باب شقتها ويطلبن منها تزيين أيديهن. ثم يتحول الأمر بمرور الوقت لجلسات أشبه بليالي الحنة فتذهب لبيوت صديقاتها وهناك تتجمع فتيات كثيرات لا تعرفهن فتمنحهن ما لم يعد مجرد فن.
كيرلس خطيبها يشتري فرشات الرسم من على موقع “آمازون” لعدم توافرها بمصر ويهديها إياها، ثم يشير عليها أن يتحول الأمر إلى عمل تتقاضى منه أجراً فتروقها الفكرة. أنشأت صفحة خاصة بها على الفيسبوك وضعت عليها صورا لأعمالها؛ تصاميم متفاوتة لها نفس نقشة فستانك وتناسب عمرك أياً كان ومهما اختلفت المناسبة، حتى العرائس.
روزي لم تعد مراهقة كل ما يشغلها مسلسل ما أو خروجة، صارت امرأة تطلبها العرائس بالاسم فتذهب إليهم الفندق صباح يوم زفافهن حاملة حقيبة ممتلئة بالفرشات والأظافر الصناعية تغمر الفرحة أعماقها فهي لا تقل شيئاً عن المكيب أرتيست التي ستجدها في الداخل.
والآن وبعد مرور عام تكون قد شاركت بمعرضين أقيما لمثل هذه الأعمال اليدوية وقد جنت منهما “مبالغ جيدة”، والمعرض الثالث سيكون هذا الشهر لكنه لم يُعلن عنه بعد. وهي تستعد هذه الأيام بتصاميم جديدة لعيد الأضحى الذي حتماً سيكون بمثابة موسم.