وأنا اتتبع استحقاقات 04 شتنبر الحالي بإقليمي أزيلال كإعلامي محايد, استنتجت أن الانتخابات لايجب على الدولة الاسلامية كالمغرب اعتمادها على الاقل في الدواوير والقبائل الملتحمة. لقد تملكني شعور محبط, وأنا ارى العائلات تتصارع, والاخوة تتقاتل, والآباء يعادون ابنائهم وازواجهم, من أجل لاشيء. فمن كان يعتقد ان الانتخابات في نسختها الحالية وفي نمطها المستشري هي من ستقدم البلد وتنميه فهو إما مجنون أو غبي. فكيف لانتخابات بنيت على كذب ووعود سرابية, استعمل فيها كل اساليب المقت والتخويف والترهيب واستغلال الضعفاء والبلطجية والمال الحرام, أن تعلو بالمجتمع وترفع رؤوس امتها. الانتخابات التي فرقت بين من تربوا في بطن واحد, وخرجوا من رحم واحد, وملئوا بطونهم وقووا عضامهم من ثدي واحد وعاشوا تحت سقف واحد, والتي فرقت كذلك بين المرء وزوجه, وبين المرء وبنيه وعائلته, وبين اصدقاء العمر وبين الحبيب وحبيبته, فهذه الانتخابات لايمكنها الا ان تحسب عند الله حرام. فالمجتمع المسلم مبنيا في اصله على اسوس صلبة, قوامها الوحدة والتماسك كالبنيان المرصوص. الانتخابات, اسلوب علمي وعملي للديموقراطية, فواضع نمط هذا الاقتراع لم يكن يدري أن عقول مثل عقولنا ستحرف مساره من التوجه الديموقراطي الى العداوة والكراهية الابدية. منذ بداية هذه السنة والمغرب يعيش حالة غليان جراء هذه الاستحقاقات. كان يتهم كل من تطوع لفعل خير أو شر بالتسويق للحملة الانتخابية, تم الخناق على المحسنين والمتطوعين لفعل الخير. إبان الحملة خرجت عقول المهتمين من جماجمها, تناسوا الله, فانساهم انفسهم. يجرون في كل الاتجاهات مستعملين كل الاسلحة الفتاكة والمحرمة اخلاقيا ودينيا, حتى سار معهم المنتخبون في طريق الشر والغدر. كانت الاغلبية محرجة, لم يقيها سوى اسلوب المجاملة والتحايل. تاه المرشحون وهم يحسبون الاوهام, منهم من اصاب حسابه, ومنهم من غدره. يوم 04 شتنبر, سعر الناس, بحث كل طرف عن ادنى دريعة للاحتجاج. يومه كان المخزن هو من قضى يوما عسيرا. لم تتوقف سيارات القياد والدرك والقوات المساعدة عن الحراك, وكأن حربا دقت طبولها في البلد. أغلب المرشحين الفاشلين من كانوا يحتجون كثيرا. منهم من يشكو وفي نفس الوقت يمارس اساليب غير اخلاقية . مباشرة بعد اعطاء النتائج, كشرت النفوس عن كرهها وحقدها الدفين, فعوض ان يظهر الفائز أنه ممثلا للجميع, سارع البعض لاستقدام \" الغياطة والطبالة \" لاشهار فوزه, ولقلي السم للاعداء والمنافسين ومن صوتوا لاجلهم. الآن قضت الانتخابات. لم يبق منها سوى اثارها السلبي, نظرات السؤء, والكراهية, والسخط والذل والعار والذنوب. فهل من متعقل يبحث عن وصفة لهذا الداء الفتاك الذي يزرع الشر في كل مكان وفي صمت؟