الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الساعة الخامسة

  • 1/2
  • 2/2

محمد هلال - السعودية - " وكالة أخبار المرأة "

هي قصة لم تجسدها الدراما الخليجية، وحتى لو قدمتها تكون بطرح مختلف أو بقانون (لكل فعل ردة فعل)، وننسى أن الأفعال والتصرفات نتاج بيئة وباختلاف البيئة يكون الفعل و ارتداده. ففي رواية (الساعة الخامسة) للكاتبة الكويتية زينب العنزي، الصادرة عن منشورات ذات السلاسل بالكويت 2015م، وما يحدث للبطلة (سارة) من ضغوطات بسبب ذلك الزوج، الذي لا يملك من الأحاسيس شيئاً، يتركها في حالة صراع بينها وبين رغباتها، بين حبها له، بين مجتمعها، بين إسلامها الذي تتمسك به.
هي تصف حال كل أنثى مركونة على الرف، محسوبة من كماليات البيت، بسبب أنانية الزوج وعدم معرفته بحقوق زوجته وأسرته، غافلاً عن قول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وفي كتاب (الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام) للدكتور عبد السلام الترمانيني الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت (عالم المعرفة)، سنة 1984م وفي القسم الثالث منه، عن حقوق وواجبات الزوجين يقول: (ومن خلال مركز كل من الزوجين وطبيعة تكوينه، قرر الإسلام حقوق وواجبات كل منهما نحو الآخر، فمن حق المرأة على الرجل أن يرفق بها وأن يلطف لها القول، فهي لقوة انفعالها مرهفة الحس، لذلك أطلق النبي صلى الله عليه وسلم على النساء اسم (القوارير)، وهي تسمية مجازية تقوم على تشبيه المرأة بالزجاجة الرقيقة هينة الكسر، فكان يقول: (رفقا بالقوارير). وقد ساوى النبي صلى الله عليه وسلم الرفق بالمرأة واليتيم فقال: (اللهم إني أحرِّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة).
ومن حسن المعاشرة بسط الوجه وطرح التكليف وبذل الدعابة. فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسابق عائشة في العدو فتسبقه، وقد سبقها في بعض الأيام، فقال لها :«هذه بتلك) وكما أن الكاتبة استشهدت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (رفقا بالقوارير) مرتين وكأنها أرادت أن تشير إلى نقطة مهمة جداً وهي: نحن مجتمع (مسلم) ولكن ما يحكم كل تصرفاتنا مع أسرنا هو (العرف)، رغم أنه -أي العرف- قد لا يتفق مع الإسلام في بعض الأحيان، لكننا نصر عليه كي لا يهد ذلك النظام الذي تعود عليه الرجل. فمنذ البداية و (سارة) تتابع الفيلم الأجنبي مسحورة بحالة الرومانسية التي تعيشها البطلة، وكيف أنها لبت نداء رغباتها دون أي مقاومة منها وعند أول نظرة، حيث تسرع في ترتيب المكان والزمان للقاء، وكأن الكاتبة تقارن بين مجتمعين مختلفين تماماً «غربي منفتح» و «خليجي مسلم» ليس لشيء فقط، بل لتبين كم الضغوطات التي تعاني منها المرأة الخليجية المهملة أو المهجورة، وكيف يكون حالها وهي تشاهد تلك الأفلام والمسلسلات التي تعرض على القنوات الفضائية، تقول الكاتبة (أيا قلب الأنثى المسكين..أحداث فيلم تحركه بين المد والجزر) ومقطع آخر (نجد أن الأحاسيس والمشاعر المهجورة قد أخذت من سارة كل المآخذ لتطير بها لأفق المجهول، حيث أصبحت تسأل حالها: وأنا متى أعيش هذه اللحظات؟ وإلى متى يسكن الحرمان كل ذرة من جسدي؟ هي أسئلة مشروعة لكن من حركها؟ ما الذي جعل تلك البطلة التي تنتمي إلى مجتمع محافظ تكون بتلك الجرأة حتى لو بينها وبين نفسها؟ من أبرز الأسباب (الحرمان). وما يقدم من دراما على الفضائيات الخليجية والعربية، التي لا تساهم في علاج قضية بل إشعالها، مثل المسلسلات التركية التي لا تمت إلى المجتمع الخليجي بأي صلة، ومع الأسف أن بعض الدراما الخليجية أخذت تقلدها. الصبر كان هو أعظم الصفات التي تتحلى بها (سارة)، حيث إنها تقدم العذر تلوى العذر لزوج لا يقوم بأي خطوت ليحتويها، ولسان حالها يقول (ألم يخش أن يخطفه غيره حين يتركه وحيداً مهجوراً خالياً من الحب، ستبدأ النفس الأمارة بالسوء العمل لتسيطر على قلبها، فرغبات الجسد أكثر تأثيراً على الإنسان من رغبات القلب)، وتطلب الطلاق وتحصل عليه دون أي ممانعة منه، ولكن الأهل يرجعونها إلى زوجها مرة أخرى، لتعيش عمراً آخر من الحرمان ويحدث الانفصال، وتعلق الكاتبة في نهاية الرواية (لم ترض الذل ولا الخطيئة، حزمت أمرها واتكلت على خالقها وحده الذي كان عند حسن ظنها ووهبها السعادة بما تريد وترضى).

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى