من الصعوبة بمكان أن تجبرك الظروف والأحداث القاهرة الابتعاد عمن تحبهم فيكتب عليك الفراق ألقسري عنهم،وهذا الأمر يتسم بالمرارة والعذاب أحيانا لا سيما وإن كان هذا الفراق بين أحبة يشكلون مفصلا بحياتك وكنت قد ألفت الحياة معهم فبعضهم مات بقدر والبعض الآخر فرقك عنهم الزمن ومنهم من جمعك بهم علاقات أسرية قائمة على الود والرحمة والتعاضد والوفاق والتفاهم والاتفاق في المبادئ المشتركة التي توحدهم في كافة أمور الحياة وجمعهم سبحانه على حبه وطاعته والعيش معا فترة ما في محبة والسلام ووئام.
قصص الفراق متعددة وكثيرة تحدث أحيانا فجأة دون سابق إنذار منها ما يكون لكوارث طبيعية وحروب وأحداث قاهرة وهي صعبه ومسلم بها لأنها تكون بيد الله ليس للإنسان فيها شأن ،وتأتي بفعل القدر الذي نؤمن به ،وتعتبر الأمر والأشد قسوة من تلك التي تكون بفعل البشر فحين نفترق عمن نحبهم ويفرقنا الموت أمر خارج عن إرادتنا وحين يبتعدون عنا بسلام نستسلم له فهم يغادرون إلى عالم الملكوت في السموات العلى ونحتسبهم عند الله زلفى.
وكثيرا ما يكون أصعب الفراق يكون بالإكراه رغما عن بعضنا بالتفريق مثلا بين ولد وأمه بالشهادة أو المرض أو بين امرأة وأسرتها وتفريق عن وزوج لها تحبه بالطلاق ،أو تجبر بعض الظروف القاهرة إلى الفراق عن الأسرة والوطن بالسفر بمشيئة الله تكون هذه أقدار فوق إمكانياتنا لكن تبقى ذكراهم مخلدة في فكرنا ومغروسة في نفوسنا لان علاقتنا بهم كانت قائمة على الحب المخلص الوفي الذي هو السلوى التي تجمع بينهما وإن طال الفراق بيننا ،تبقى ذكراهم في وجداننا ونستذكرهم كل لحظة بمواقف وحوارات تبادلناها في مواقف عدة تختزن بالذاكرة لكنهم يبقون مخلدون في وجدننا مهما طال علينا الفراق عنهم بفعل الزمن.
وأقول شعرا:" لو قطعوا أوصالي لأنسى من أحبهم
سيبقون في العين مخلدون مقرهم في المقل
وأستذكر مواقفهم وطيب معاشرهم نبراسا للزمن
مخلدة كلماتهم وصداها بوجداننا طول الزمن
راقدون بين الضلوع في آمان مدى العمر
بحنايا القلب نضمهم ومسكنهم نبض حياة لا ينقطع