لا شُكر للهواتف الذكية ومواقع التواصل الإجتماعي بعد أن كشفت لنا حقائق مُستبدة ومُخجلة عن الأمن الذي من المفترض أن يكون دِرع شعبنا وحاميه. نعم لا شكر للكاميرات التي سجلت تلك اللحظات القاسية الباغية من المظاهرة التي اندلعت في بيت لحم أول أمس احتجاجاً على الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ضد المسجد الأقصى، وهو انتفاض الشباب الحر الذي نفخربه، والذي يرفض المساس بمقدسات أرضه الثمينه، فكيف تصدى الأمن لهذه المظاهره؟
بكل وحشية تجمعت قُوات الأمن على الشباب والفتية كالفريسة يجرونهم في شوارع مخيم العزه، ويُنزلون عصاهم القمعية عليهم دون شفقة. ألا يشعر هؤلاء الرجال بشيء من الرحمة؟ أليس لديهم أولاد أو إخوه أو أحباء ممكن أن يمروا بنفس هذا الموقف؟ ألا يحملون على عاتقهم حماية الشعب والأسرى والمسرى؟ لا.. لم تعد كلمة أمن بالنسبة لنا تعني ما تعنيه بينما كل أفعال رجالها هي صفات الضد لا أقل.
هذا سلوكٌ غير مبرر، وتحريف مُتجبّر لمسيرة النضال الفلسطيني الطويلة، بأن يتم الإعتداء على المنتفضين لنصرة الأقصى من قبل الشرطة الفلسطينية نفسها، قمعٌ جائرٌ لا يدخل للعقل من مدخل.. والإعتذار وحده لايكفي بعد ما نشر عن الحادثة ما دامت هكذا ممارسات مستمرة.. فمتى يصبح الأمن من صفات رجاله؟..