تشكّل المرأة الإماراتية مفهوماً للبحث بحد ذاته يشير إلى مجموعة من التشريعات والقوانين كان لها السبب الرئيسي في أن تصل المرأة إلى هذه المكانة من النجاح التعليمي والمهني في كافة مجالات الحياة، إذ أنها شريكة حقيقية للرجل، كانت في ماضي بناء الدولة واليوم هي موجودة في عملية تطوير حاضرها نحو مستقبل أفضل وأكثر أمنا واستقرارا.
ويطل عيد الاتحاد الثاني والأربعون في 2 ديسمبر/كانون الأول القادم مشيراً إلى إنجازات المرأة الإماراتية، ودافعاً لنا للاطلاع على أبرز إسهاماتها على الساحة المجتمعية والحكومية.
فمنذ أن تشكلت الدولة حديثة العهد عام 1971 كان للنساء الدور البارز في إيجاد هوية وطنية للبلد سواء داخل المنزل أو خارجه في الميادين العامة.
وبحسب إحصائيات تمّ نشرها في الصحف الإماراتية حديثاً فإن الإمارات حتى العام 2010 أعلنت عن 100 ألف مواطنة عاملة في المجالات كافة، حيث ارتفعت النسبة أربع مرات في الفترة ما بين 1980 و1990.
بالإضافة إلى وجود نحو 14 ألف سيدة يدرن ما يقارب 11 ألف مشروع استثماري يصل حجم استثماراتها نحو 12.5 مليار درهم تحت ظل مجلس سيدات اعمال الإمارات عام 2011.
وينص دستور دولة الإمارات العربية المتحدة على أن المرأة تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل. كما يشتمل على بنود تؤكد مبدأ المساواة الاجتماعية، وأن للمرأة الحق الكامل في التعليم والعمل والوظائف، مثلها مثل الرجل، وتبنى الدستور كل ما نص عليه الإسلام فيما يخص حقوق المرأة ومسألة توريثها وتمليكها، وهو ما كان معمولاً به أصلاً قبل قيام الاتحاد، إلا أن الدستور جاء ليؤكده.
أيضاً يمكننا أن نجد اليوم مؤسسات عسكرية تعمل بإدارة من المرأة في الإمارات وقد أنشئت خصيصاً لها بغرض التدريب والتأسيس.
وبمقارنة وضع المرأة المواطنة في الإمارات مع غيرها من الدول الخليجية التي تتسم بذات العادات والتقاليد تقريباً وبالبيئة ذاتها إلى حدٍ ما، نجد أن الإماراتية تتفوق على نظيراتها في بقية الدول من حيث المزايا التي تمنحها لها دولتها والتي تنقسم إلى حقوق وواجبات، ومن حيث الإنجازات المحققة بفضلها.
حضور واضح في الحياة السياسية خاصة بعد تعيين الشيخة لبنى القاسمي وزيرة للاقتصاد والتجارة كأول امرأة إماراتية تشغل منصباً وزارياً عام 2004 في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جانب تعيين أمل الكبيسي كأول امرأة عضو في المجلس الوطني الاتحادي عام 2006 وبذلك أصبح تعيين المرأة في المجلس تقليداً سياسياً يضمن لها وجودها كشريك فاعل في شؤون الدولة والمجتمع، إذ هي اليوم تملك ثمانية مقاعد في العضوية البرلمانية في نسبة تعد من بين الأعلى عالمياً.
في المجال الثقافي أصبحت المرأة في الإمارات ككاتبة قصصية ومسرحية وشاعرة تدخل المنافسات الإقليمية والدولية وتحظى بالجوائز.
ولا بد الإشارة إلى أنها ومن خلال ما تكتبه من شعر وقصة ورواية ومسرح إنما تعكس الحياة في بلدها كما تعيشها هي إنساناً مكتمل الحقوق والواجبات وترصد بصورها وعباراتها ملامح البيئة لنكتشف كيف تؤثر الجغرافيا والتاريخ في تشكيل نمط حياة المواطنين الإماراتيين، بالإضافة إلى ما تصفه من مشاعر تحيل إلى التناقضات الإنسانية والعاطفية بوصفها أمراً طبيعياً وحقاً من حقوقها البديهية.
وأضحى الفن التشكيلي في سنواته الأخيرة مساحةً كبيرة وواسعة اجتمعت فيها الكثير من الفنانات الإماراتيات اللواتي ذهب بعضهن في تيارات كلاسيكية تحاكي الماضي بتراثه وتقاليده بينما ذهب البعض الآخر منهن نحو تيارات معاصرة تتخذ من الحداثة المذهب الأساسي أثناء الإبداع.
وفي الإمارات تنضم المرأة الشابة حالياً إلى قطاعات التكنولوجيا وأنظمة الاتصالات والتقنية المتطورة في حقلي الدراسة والعمل. ما وجّه الحكومة إلى إرسالها في بعثات دراسية وتعليمية إلى الدول التي ممكن الاستفادة منها في هذه المجالات مثل اليابان وكوريا وألمانيا.
وإلى جانب دورها في مؤسسات الدولة التعليمية والمهنية، تعزز الحكومة دور المرأة داخل منزلها ومع أفراد أسرتها، فهي ليست فرداً فاعلاً في المجتمع وإنما مربية لأفراد آخرين. من هنا تمّ إنشاء مراكز تضم المختصين التربويين والنفسيين والاجتماعيين لرعاية الأسرة الإماراتية وتوفير كل ما يلزم لها من أجل مجتمع أكثر تطوراً وسلامةً.
من جهةٍ أخرى وعلى صعيد الموضة والجمال تسجّل الإمارات سوقاً كبيرةً للموضة وكافة مستلزماتها، الشيء الذي ينبع أولاً وأخيراً من توجه نساؤها للاهتمام بالأناقة والأزياء، حيث يمكننا إلقاء الضوء على فكرة مزجهن للموضة الحديثة على يد أشهر المصممين العالمين جنباً إلى جنب مع العباية الخليجية التي لا يتخلين يوماً عن ارتدائها كونها تعزز هوية الانتماء لديهن.