حين يقع الرجل في حيرة بين عقله وقلبه وبين امرأة أختارها بزواج تقليدي قبل أن يدق قلبه لها وبين امرأة وقع في حبها بعد مضي أكثر من 40 عاما ربما أقل أو أكثر على زواجه الأول فيسلم روحه وماله ويكتب أملاكه باسم الأولى توثيقا لحبه لها بعد إلحاحها خوفا من انفلاته،لأنها أعلم بنزواته وميله للنساء الأخريات ،لكنه فجأة يعود كأنه مراهقا من جديد متيما عاشقا ولها بها ،فوقع بين ناريين وكأنه مثل أهل الأعراف بين الجنة والنار ،والويل له إذا طغت سيئاته على حسناته مع واحده منهن والويل الويل إن ميز بينهما بالنفقة والحب والمعاشرة والويل له إن مال اتجاه واحدة دون أخرى أكثر من الأخرى ، فهو في الحالتين ميت هالك فالأولى تسلبه ملكه وهيبته والثانية تحرمه الحب والحنان والدفء الإنساني الذي يشعره بحنان أمه كالطفل في المهد وقد يجده معها أي الزوجة الثانية ، لهذا فإن الله سبحانه العليم الحكيم الأعلم بعباده وبطبيعة البشر وخاصة الرجال ، حين شرع تعدد الزوجات وحلله وقال في محكم كتابه :وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" والمعظم من الرجال لا يستطيع العدل لأن الميل القلبي يطغى على الميل العقلي عند معظم الرجال ، فقلبه يناديه نحو من أختارها بقلبه حيث الدفء الإنساني والحب الحقيقي ، لكن الخوف والرعب والإرهاب الذي يعتريه حين يفكر بعقوق زوجته الأولى أم العيال الأولى يجعله يصمت ويكتم مشاعره لإن زواجه بالأولى كان تقليديا أمام الأهل وباختيارهم لكن الثانية أختارها بحب وبنداء من قلبه الذي هواها أو مال نحوها لأسباب عدة تخصه منها المال أو الجمال أو الحب لذات الحب وليس لأمر آخر مما يفكر به البعض.
يبقى الرجل مظلوما في كلتا الحالتين فهو يلهث هناك فلا ترضى عنه الأولى ويلهث هنا ولشعور الثانية بالنقص في وجوده معها يقع في نار أخرى تحرقه جراء النقاش الحاد والحوار البيزنطي الذي لا يؤدي إلا حل منطقي مقبول من قبل جميع الأطراف ،لهذا فإن بعض الرجال يعزفون عن البوح بزواجهم الثاني وقد يندرج تحت مسميات عدة منها زواج عرفي وآخر مسيار كما يسميه بعض المذاهب ، وآخر زواج متعة لدى البعض والبعض الآخر يسميه زواج مصالح وهكذا ويبقى الرجل الوحيد الذي تكويه نيران الخوف والتردد والتلصص كي يحظى برضى من إحدى نسائه اللتين أرتبط بهما بما شرع الله له وفق سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لكنه كتم الثاني وصمت عنه كي يحظى بنصيب من حب وسكن إنساني يرضى الزوجة الأولى ،وفي النهاية تبقى الكرة في ملعبه ليكون لاعبا بطلا جريئا في التعبير عن ذاته دون أن يكوى روحه وجسده بنيران النساء وما أدراك بنارهن إلا الله سبحانه فهو الذي قال "كيدهن عظيم" وما أدراك بكيد النساء ونارهن.