أعزائي في حركة البي دي إس، أنتم أكبر الحركات الداعمة لمقاطعة بضائع إسرائيل، وفرض العقوبات على كل من يتعامل مع إسرائيل، ومقاطعة أي شركة تتعامل معها، إليكم هذه الاعترافات من فلسطينيٍ، يشعر بالألم، وقسوة الحقيقة. إليكم قبل الاعتراف هذه الخُطبة:
اصمدوا في وجه المؤامرات، وجوبوا العالم، وحذروهم من شراء البضائع الإسرائيلية، وحثوهم على مقاطعة جامعات إسرائيل، التي تدعم الاحتلال، وافرضوا عليهم العقوبات، وحاصروا كل الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع إسرائيل، وحذروا بنوك العالم من التعامل مع بنوك إسرائيل، التي تحتل شعبنا، وتصادر ممتلكاته، وأمروا أثرياء العالم بسحب أرصدتهم من كل بنك يتعامل مع إسرائيل، ولا تشتروا أية سلعة من إنتاج المحتلين، فأنتم ضوء أعيننا، وأنتم فخرنا وعزنا!!!
أنا مواطن فلسطيني، سمعتُ عنكم، وعن جهودكم، ولأنني أخشى أن أموت قبل أن أقول الحقيقة، لذا فإنني سأكون صريحا معكم، وأعترف لكم:
" أنا الفلسطيني المنكوب بالاحتلال والقهر، والحصار، والسجن، أعتدتُ أن أبحثَ عن البضائع الإسرائيلية في أسواقنا الفلسطينية، وهي أكثر البضائع رواجا وازدهارا، وبصراحة أنا أشتريها أيضا، وأفضلها على بضائعنا الوطنية.
فأنا أحمل في جيبي، صباح مساء صور زعماء إسرائيل، وأنام وهم في محفظتي الخاصة، ولا أشعر بالسعادة إلا عندما تمتلئ محفظتي بصور زعماء إسرائيل على أوراق نقدهم، في بداية الشهر، وعندما تختفي صورهُم من محفظتي الشخصية، أحسُّ بالضيق والألم والحسرة!
هل تعرفون أغلى هدايا أعيادنا؟ إنها صور زعماء إسرائيل على أوراق النقد، ينتظرها الصغار والكبار، وما إن يضعوها في جيوبهم حتى يشعروا بالسعادة والرضاـ وحلاوة العيد!!
أنا الفلسطيني المناضل، أصفِّقُ لكل الدعوات التي تدعو لمقاطعة إسرائيل، في الندوات والمؤتمرات، وفي ورش العمل، وما إن تنتهي ورشةُ العمل، حتى أجد نفسي أجوب الأسواقَ بحثا عن قميصٍ مستوردٍ من إسرائيل، أو مروحة كهربية مصنوعةٍ في مصانعها، أو جوربٍ منسوج في مناسجها، ولا أكتفي بذلك، بل إنني أرى البسمة على وجه البائع الفلسطيني وهو يقول بافتخار: ثِق هذا الجورب صناعة إسرائيلية!! وسرعان ما تنتقل بسمةُ البائعِ إليَّ فأبتسم، وأدفع فيها مبلغا مضاعفا، وما إن ألتقي بأحدهم، حتى أفتح بضاعتي أمامه، وأقول مفتخرا: صناعة إسرائيلية!!
أما عن طعامي فحدِّث ولا حرج، فأنا أدمنتُ شراء موز مستوطنة جسر يعقوب، وأفوكادو مستوطنة نيريم، والبلح الأصفر من مستوطنات غور الأردن، وتفاح مستوطنات الجولان المحتل!!ّ
أما عن بنكي المفضَّل الذي أودعُ فيه مدخراتي ومرتباتي، فهو البنك الثقة، فلا أثق إلا فيه، لأنه هو البنك الفلسطيني الذي له شراكة مع بنكي، ليؤومي، وهابوعليم، الإسرائيليّيْنِ، البنكان يستثمران نقودنا في الحركة الصناعية والتجارية في المستوطنات،
كما أنني أشعر بالانتعاش، عندما يقابلني صديقٌ أو أحد معارفي ويسألني عن غيابي المستمر، وسفري الدائم، فأبتسم له قائلا:
أحمل في جيبي تصريحا إسرائيليا موقعا من الجهات العليا، يسمح لي بالسفر كشخصية مرموقة، ثم أضع يدي في جيبي الخلفي لأُخرج البطاقة الخاصة باللغة العبرية، بطاقة الشخصيات البارزة، وهي تسمح لي بالسفر في أي وقت من الأوقات. وأنتعش عندما يتفقدها الصديق بعناية، يبتسم ثم أُعيدها إلى محفظتي باعتزاز .
سأظلَّ أفتخر في كل مجلسٍ بالعملية الجراحية، التي أجراها لي الأطباءُ الإسرائيليون، في مستشفى إسرائيلي، بعد انتظارٍ طويل، وفضَّلت السفر لإسرائيل، على السفر إلى مستشفيات العرب، وسأظلُّ أقصُّ على السامعين مسلسل إخلاص الأطباء الإسرائيليين، ووفاء الممرضات، وعناية العاملين بي وبغيري من المرضى!!
أيها المُقاطِعون المخلصون، دمتم لنا ذخرا، فأنتم تنوبون عنا في نضالنا الشريف، وتبذلون جهودا فائقة لدعم حقوقنا المشروعة، أما نحن فنرسل لكم أطنان الشكر والتقدير، ونهديكم أجمل باقات الورود الممزوجة بخلايا عسل النحل المُنتجَة، في مستوطنة، يد مردخاي!!