من فترة وجيزة كنت تجول في خاطري...كل من حولي يعلم بوجودك ،نتيجة تلك الجلبة التي تحدثها بي، أمّا الآن فذاك الثقب الذي احدثته في تلك الفجوة كفيل بابتلاعك... لم أعد عالقة بتلك الشعلة المنبعثة من الشمعة، وماعاد هناك مكان يليق بك،حان وقت الرحيل ،احزم أمتعتك، ثم أكاذيبك، ثم مشاعرك، وغادر بصمت. ربما سيكونُ للصمت مجالا أوسع للتعبير ولن يكون كلانا في موضع اللوم، لم تعد السماء ممتلئة بك كذي قبل ، فقد نثرت ذكرياتنا للطيور تتغذى عليها، ولم يبقى أثر منها لتنمو حتى ولو بللها المطر...أنا لم أتغير كما تتوهم والألم لم يهزم عقلي، ولم أخلع الأبواب لأجعلها وقودا للمدافئ..فقط انصرفت من فضاء ليس لي أدق وجودي في أصلِ وجعه،حتى لا أسأم الحياة ولأهبها للباحثين عن الموت داخل اعصار الغياب ،الحقيقة أني لا زلت أقومُ بأدواري اليومية بتفان واقبال كطلاب المدرسة الباحثين عن المعرفة ، قررت فقط أن لا أقص أظافري وأن أجدل شعري بشريط أسود ،ولا أتخلى عن فنجاني...تطول مساءاتي وتترقرق ذاكرة ميتورة في صدري بلا أي لون، ربما نما الفراغ بعد المطر مع أن ذاك النور الباهت يقمع العتمة داخل الروح في فضاء الصمت رغم تعدد اللغات فقد عجزت على ايصال الفكرة ... لاأدري لماذا الحزن فقط هو الجامع الموحد لكل البشروله لونا واحدا وبابا واحدا... حتى الدمع عجز ان يكون فريدا ومميزا اذ ان له معانيا اخرى تفسره... الحزن فقط هو من احتوى فسحة في القلب والعقل لتفسيره والبحث فيه... ينتصب الورق بكل الألوان ،تتساقط الحروف لتجمع تفاصيل الليل والضيق في الروح .تلك الضيقة التي توحد القلوب دون ان تحمل أية هوية أو لقب فقط صفة الإنسان. هنا وانا في متاهة استرداد نفسي منك أبحث عن طريق جديد لأعرفك منه ، أعرف فيك القلب الذي سكنني نبضًا وحياةً ،حتى أجد الانسان فيك لنجدد حياة بمفاهيما اخرى دون أي مسمّى...لذا تتعدد خياراتنا ،وأحلامنا، وعلاقاتنا... ونسير في عدّة طرق مختلفة وفي ركاب أشخاص كثر،وولكننّا لا نعيشُ حياتين متناقضتين إلا عندما نقرأ .