من يقرأ العنوان يعتقد أن أزمة ما يمر بها شخص يعاني من تحديات تجعله بين نارين،وأوقعته في حيرة،وعثرات واجهته تحديات بحياته حالت دون وجود حلول لها ،أو يظن أنها ظاهرة ما يعيشها رجل متناقض ،بوجهين ، تزوج من إمرأتين جعل واحدة للحب والغرام والعشق والهيام ، وأخرى مرتبط بها بحكم طقوس إجتماعية أمام الناس تنجب الأولاد وتكون ربة منزله ،وقد يظن البعض أن بين نارين هي عينها الحلوى اللذيذة الشهيرة التي حرصت على تقديمها كضيافة لزوار مقري الإنتخابي حين ترشحت للإنتخابات النيابية بالأردن عام 2003 ،وهي نوع من أنواع الكنافة النابلسية التي لا تكون خشنة أو ناعمة ولا مبرومه فيقال عنها أنها "بين نارين" ويتم حشوها بالقشطة الطيبة .
و ما أقصده هنا بمصطلح " بين نارين" ،هي حياة المرأة العربية ومنهجيات حياتها ، وخاصة في المنطقة الخليجية التي تحرص على أن تكون مواكبة للحياة العصرية ،وتحرص على المبالغة في مواكبة الموضة في شراء الملابس والأثاث والسيارة والموبايل كي تواكب الحضارة ،مع الحرص على الإذعان للعادات والتقاليد والطقوس الإجتماعية المتعارفة في المجتمع العربي ،وتقع بمطب كبير مابين مواكبتها للمعاصرة وحفاظها على الإصالة ،فتعيش المرأة موجة متناقضات بحياتها ،فهل سترتدي الملابس الحديثة "الجينز والشورت ،والقصات التي تبرز مفاتن الجسم لتكون على أحدث طراز في عالم الأزياء الوردي والذي لا يتفق مع عادتنا وتقاليدنا الشرقية وأصالتنا العربية الإسلامية ،أم تكمم نفسها بجلباب الحشمة وغطاء الرأس وعدم السفور لتحفظ ماء وجهها كإمرأة عربية أصيلة ،وما بين هذه وتلك نجد صغيرات السن ينصعن للغرب ،وما يريده الآخر من دعوة للتعري بما يصمم في عالم الأزياء ،وتبقى المرأة العربية أكثر إتزانا بملابسها فلا ترتدي الضيق ولا الألوان الزاهية اللافتة والكاشفة لمفاتنها .
شاهدت مؤخرا عروض أزياء غريبة عجيبة للعباءة الخليجية التي خلعت ثوبها التقليدي لتواكب المعاصرة في تصاميم مبتكرة حديثة أضيفت بلمسات غربية للعباءة التقليدية ،تجمع في جوانبها قصات وكشاكش ومطرزات ما بين الدانتيل والكورشيه والتفتا،والمخمل ، والتل والقصب اللميع المذهب والفضي ، والحرائر البراقة الألوان بأنواعها لتتحول العباءة الساترة إلى فساتين أفراح ومناسبات أعراس ،وهذا فعلا ما ظهرت به الكثيرات من الخليجيات اللواتي شاركن في فعاليات المنتدى الإعلام الإماراتي الأول الذي نظمه نادي دبي للصحافة مؤخرا لتسليط الأضواء على الإعلام الإماراتي المعاصر ،والذي لم يناقش به ما تعكسه الإماراتية الإعلامية من إنعكاس في مظهرها معاصرة ومواكبة لكل ما هو متطور وحديث حتى في إستخدامها قنوات التواصل الإجتماعي بحرفية وإستجابتها للتغريدات المختلفة التي تبث حول مختلف المستجدات الطارئة ،وهي بذلك بين نارين تسعى لمواكبة الإعلام العصري مع الحفاظ على الإعلام التقليدي بنشر الخبر الصحفي السريع الذي تسجل فيه سبقا صحفيا في نقل حدث ما ليصل بسرعة قصوى للمتابعين ،ترى هل عرفتم لماذا نعيش نحن جميعا ما بين نارين إما أكون أو لا أكون هذه هو السؤوال؟؟؟!!