بعد المسيرة الحافلة بالعطاء التي قطعتها الدكتورة الشابة بدران كوثر في خدمة الجاليات الأجنبية المتواجدة على التراب الإيطالي وعلى رأسها الجالية المغربية ، فلقد قادت مسيرتها المهنية عن جدارة واستحقاق غير مسبوق كرئيسة جمعية المحامين المغاربة الشباب بإيطاليا وكمحامية مغربية وحيدة بهذا البلد الذي يفتقد إلى محامين أجانب،على الرغم من الصعوبات التي تحاول تعطيلها وإقصاءها في عالم مليء بالمضايقات والكراهية والحسد ليس فقط من جانب أهل القرار الإيطاليين الذين أصبحت تزاحمهم في المحاكم وتشد عليهم الخناق في المؤسسات الحكومية وهذا شيء غير مألوف في هذه الإدارات التي تفعل الأفاعيل بالمهاجرين بلا ردع ولا مراقبة. الشيء الذي أغرق مكتبها بالملفات من كل أصناف المهاجرين وليس فقط ما يتوافد عليها عن طريق قنصليات المملكة المغربية أو من داخل وخارج إيطاليا خاصة من المغرب أو من بلدان الاستقبال التي سافر إليها الكثير من مهاجري إيطاليا مؤخرا. في حين لم تقتصر هذه المضايقات على الجانب الإيطالي فقط بل ما صدر من من أبناء جلدتها كان أكثر وأجدر، لا لشيء إلا لأنها أصبحت خطرا على أجندة بعض الاحتكاريين لملف الاستغناء والاسترزاق على حساب قضايا الجالية، إذ رفضت الانصياع أو الانضمام إلى صفوف أولئك أو هؤلاء وعدم الخضوع لنزواتهم وطلباتهم التي لا تنطبق أصلا مع مبادئها وتربيتها. وهذا في اعتقادي ما حرمها الانغماس في اللذات والحصول على المكرمات وصعود السلالم كغيرها، فعقليتها الأوروبية وتربيتها المتزنة على المبادئ والدين والهوية المغربية جعلتها لا تطأطئ الرأس أمام الرياح العاتية ولم تعتمد على الزبونية والمحسوبية والكرامة الذي يسيل له لعاب الكثيرين.
فالدكتورة لم تحفل لا بحقد الجانب الإيطالي ولا بحسد الجانب المغربي ولا تولي عناية إلى الصمت والتعتيم الإعلامي الممنهج ضدها والرامي بلا شك إلى خدمة مصالح معينة تحاول بكل الوسائل وضع العصا في عجلة مسيرتها التي لم تتوقف الحمد لله إلى أمام منصات الشهرة والنجومية .
أستغرب كل الغرابة لكل صحافي يحب بلاده وشعبها ويحترم مبادئ وأخلاقيات المهنة النبيلة التي عاهد نفسه وضميره الوفاء بها ،أن يصور ضبابية الجوّ النسائي وحصر الكفاءة النسوية المغربية في الرقص والتمثيل أو الغناء فقط، أو أن يسعى بمحض إرادته إلى نشر غسيل الفضائح بجميع أصنافها وأعدادها من عري وفساد وبغاء وكلام فارغ انتقاما من مجتمعه ومن أهله ومواطنيه وليس من باب النقد البناء وحصر المفاسد الأخلاقية الدخيلة على المجتمع المغربي. وقد لا نجد لهذا الصحافي المحنك أي تحرك لنبش خبايا المسكوت عنه وكأن المرأة المغربية ليس لها سوى هذه المصطلحات،في غياب تام عن متابعة الأدمغة النسوية المهاجرة من طاقات فكرية وكفاءات علمية وخريجات معاهد وجامعات دولية وغيرها هي الأحق والأولى بالتشريف والتكريم على رفع رؤوسنا عاليا في المحافل الدولية. فهذه السياسة الإقصائية المبنية على التجاهل وعدم الالتفات بحق الكثير من شبابنا المغترب، كما نطالب المسؤولين الجدد أن يعيدوا ترتيب الأوراق وأن يفتحوا عيونهم ويتأكدوا بأنفسهم لإيقاف هذا الحيف والظلم الذي يعاني منه أبناؤنا خارج الوطن،كفاهم ظلم واحتقار من دول الإقامة فلا تزيدوهم هما على هم يا أهل الرأي وأصحاب القرار.
اختيرت الشابة الدكتورة كوثر مؤخرا كشخصية عام 2013 لتتسلم جائزة التميز الإفريقية الإيطالية ،في حفل بهيج بمناسبة
الدورة الثالثة لمهرجان مدينة بريشيا ، خصصت فيه جوائز وزعت على شخصيات السنة بناء على الكفاءات الفردية للمتبارين. وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي تشارك في هذه المسابقة كل الدول الإفريقية بعدما كانت تقتصر على غانا فقط في السنوات الماضية، وخص التصويت أطرا وكوادر من كل المهاجرين الأفارقة المتواجدين بصفة قانونية بإيطاليا في عدة اختصاصات وكفاءات. مرتكزة على نتائج 55% من الأصوات المجمّعة عن طريق التصويت مباشرة عبر شبكة الانترنيت و44% الباقية تحتفظ بها لجنة الشؤون القانونية التي أشرفت على النتائج النهائية وعلى توزيع الجوائز على الفائزين. وهذه لائحة بنجوم سنة 2013:
الدكتورة بدران كوتر أول دكتورة عربية وأول محامية افريقية تهتم بقضايا المهاجرين ،حصلت على جائزة أحسن شخصية شابة في القانون والأعمال.
إدريس سناح من السينغال جائزة أحسن إعلامي
الدكتور ابيرفيس كوام كووورنو جراح منذ 40 سنة بإيطاليا كأحسن طبيب.
الدكتورة طبيبة النساء الكاميرونية سوزان مبييي ديكو كأحسن طبيبة مولدة
الأستاذ الإيطالي ماريو بافانيلو كأحسن أكاديمي
الكاتبة الروائية العالمية طايي سيلاسي من غانا بجائزة أفضل كاتب روائي،والذي سبق أن فازت بجائزة نوبل كوني موريسون.
الكاتبة الغانية النيجيرية إليانور روزفيلت.
الكاتب الشهير الذي تتبع أخبار لامبيدوزا جون باتيست سورو كأحسن كاتب ومعلق صحافي
ديزيري دياو سيدة جمال السينغال إيطاليا كأجمل سيدة العام.
وغيرهم..
مبروك وألف مبروك لسفيرتنا الواعدة بإيطاليا وهذه بعض الأنشطة السابقة التي قامت بها هذه الشابة المغربية لتوثيقها بعدما خذلها الإعلام كباقي كوادرنا بالخارج،اختيرت رغم صغر سنها من طرف الدبلوماسية المغربية بإيطاليا كمحامية الدفاع على المهاجرين المغاربة، كما مثلت الجالية بحضورها احتفالات عيد العرش بالقصر الملكي بالمغرب. ترشيحها من الحزبين الإيطاليين الديمقراطي والمستقبل والحرية كمسؤولة جهوية لكن عملها كمحامية ونشاطها كرئيسة لجمعية المحامين الشباب بإيطاليا لم يتركا لها الوقت الكافي للسياسة فاكتفت بالترافع بالمحاكم وتتبع قضايا شائكة كأوراق الإقامة والجنسية وغيرها.
تعرفها على أعضاء حزب الأحرار بإيطاليا ومشاركتها لهم في مهرجانات وحفلات متنوعة، وتتويجها بجائزة تقدير وتشريف كوسام استحقاق على ما قدمته للجالية المغربية. التقت بالسيد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة وقامت بلقاءات مع شخصيات مغربية وازنة نذكر منها السيد مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون ،كما حلت ضيفة شرف على مقر حزب الأحرار ببوزنيقة بمناسبة اجتماعه العام ،تعرفت فيه على كل الإخوة في الحزب واستقبلت أحسن استقبال يليق بشخصيتها.
سبق أن تمّ اختيارها كممثلة عن كوادر نساء إيطاليا للمشاركة في مؤتمر قبل شهور بالمغرب لتنضمّ لسبعة نسوة أخريات، اخترن من بين ما لا يقل عن 1500 من الكفاءات النسوية المغربية الناشطة بمختلف الدول الغربية بمناسبة انعقاد "منتدى مغربيات العالم" .المنظم من طرف "منتدى الكفاءات المغربية" تحت شعار "الكفاءات النسائية بالخارج: التطور والتحديات والمسار برئاسة البرلمانية السيدة نزهة الوافي. والذي أعطى انطلاقة تأسيس هيئة على شكل لوبي من هذه الكفاءات كسفيرات حقيقيات بالمهجر لخدمة المرأة المغربية والدفاع عن حقوقها وقضاياها ،وتحسين وضعيتها وتسهيل مطالبها الحيوية، والتواصل مع الحكومة المغربية وحكومات دول الإقامة .
وبعد هذه الإطلالة القصيرة وصلت إلى نهاية المقال ولم أقف على كل المحطات من انجازات وجوائز وتشريفات في هذه المسيرة الغنية التي حاول الإعلام الالتفاف عليها والتركيز على نماذج مائعة أو مدفوعة الثمن. ولنا عودة لملفات ما زالت غامضة بسبب الاهمال وسياسة المقص التي تنهجها بعض الجهات الرسمية وغيرها.