لم اكن ادري انه مع ولادتي كنت احمل في احشائي سلاحا اكثر فتكا من السلاح النووي, السلاح الذي نام في بطني لعقود من الزمن ولم ينشط الا عندما حركه ذاك الضابط اللعين الذي اداقني من مر الحياة ما لا اطيق. اليوم, وبعد الانهيارات المتتالية الذي نسفت صبري وحطمت رجولتي والبست حياتي رداء اسود, اجد نفسي بجانب ابنة هذا المعتدي الظالم, ازهو معها واقضي معها اياما وليال في انتظار ما سيسفر عنه قادم المستقبل. الضباع, حين تسعى للانتقام او عندما تجوع, يكون تصرفها اكثر شراسة, تقطع لحوم الفرائس بجنون, تنتقم لنفسها بعضات تتلاشى معها حتى فرص الاسود من اجل التقرب منها. كنت انظر في الفتاة ما لم يكن اللاخرين يرونه فيها, فعلى خلاف من كانوا يروا من راء لباسها الفاخر نبل وعظامة وثقافة اهلها, كنت في المقابل ارى فيها ما يحسبه الناس في الاشباح. والدها الذي يحمل في نظري سجلا مليئا بمختلف الارصدة الغير اخلاقية, والفتاة ابنة ابيها, تحمل في شرايينها دم ملوث, فلايمكنني الا ان احسب فيها ما اريد, وانه ليس في القنافد املس, والانتقام اسمى وسائل الرد لاراحة النفس والضمير. كنت اعتقد ان اشباع غريزتي الجنسية هو انتقام في حد ذاته, لكن مع هذه الفتاة بالذات اختلط علي امرها ولم اعد اعي من ينتقم ممن. فحين تشتعل السجارة وتملأ صدرها بالدخان وتنفخه في الهواء, كنت احس انها بدورها تبحث عن ضحية لتنتقم منه, وربما كنت النوى التي تبوأته. لكن حين اتذكر انه لاشأن ولا بطانة في هذا المجتمع, وأتذكر تلك الصلاء التي استعصى علي اخمادها في فؤادي, اصيح لي نفسي ان الانتقام شر لابد منه مهما كان الثمن. بعد اكثر من شهر بقليل وصلت الى نفخت فيها من روحي, صانعا في بطنها كائنا سيذكره الناس يوما باللقيط, ابن الزنى الذي جاء الى الحياة كثمرة فاسدة من صناعة شراكة اختلط فيه الحب بالانتقام. حين وصل الخبر الى ذويها, كاد الطاغي ان يجن من الصدمة, لكن بمباركة الوالدة, الصهرة المحترمة كتب للملاك ان يعيش بسلامة في ظلماث ثلاث. أن تتعرف علي الصهرة, امر كان في غاية البساطة, واحترامها لي كان قاطع النظير بحكم انها كانت على علم بافعال ابنتها الكبلة التي تلاسقت مع مختلف الكلاب الادمية, ووجودي بينهم سترة لعورتهم وكلب خير من الاخرين. السيد الكولونيل المحترم اقر انه سيقبل باي حيوان فعل تلك الفعلة الا انا. هو لم يعلم انه اضحيت انام في بيته الفاخر, آكل من كل الثمرت هو دافع ثمنها, وانام في افخر السرائر هو قانيها. صحيح ايها الصهر الغالي, انك اذقتني من المرارة اشدها, لكن صحيح ايضا اني سقيتك من كأس الاول, كأس الهوى, كاس الانتقام من انتاج ابنتك الكلبة. فاليحيا عدل الحب وعدل الانتقام.