خلال متابعتي لبرنامج على قناة بي بي سي العربية، كان موضوع الحلقة: كيف يمكن الارتقاء بالتعليم في الدول العربية، وعلى الرغم من أنه ذكر بشكل سطحي أن هناك تبايناً بين الدول العربية، إلا أنهم عادوا للإجماع بأن معضلة التعليم عامة كون حتى الدول المتميزة في هذا المضمار مخرجاتها لا تتواءم أو تتناسب مع متطلبات سوق العمل، وبالتالي فإن المحصلة النهائية عن التعليم في الدول العربية هي أنها متعثرة وتوجد أمية وجهل، وهذا جانب آخر أدلى به عدد من المشاركين سواء من خلال الرسائل الإلكترونية للبرنامج أو من خلال المداخلة الهاتفية.
غني عن القول إن هذه اللغة التعميمية قاتلة، وغير صحيحة نهائياً ولا تخدم الموضوع، فإذا تحدثت عن بلد مثل الإمارات، فإنه لا يوجد أمية نهائياً، بل ارتقى الإنسان الإماراتي لتصنيف الأمية بعدم الإلمام باستخدام الكمبيوتر والتقنيات الحديثة، وليس في مجال القراءة والكتابة، أما مخرجاتنا التعليمية فهي متميزة وعلى درجة عالية من التأهيل، وفي هذا الإطار توجد شهادات دولية قاست العملية التعليمية في الإمارات وأشادت بها وببرامجها.
وأجزم بأن هناك دولاً عربية أخرى متميزة في هذا المضمار، لم يتم الإشارة لها، وهذا يجعلنا نطالب القناة التي تعتبر الموضوعية والدقة والنزاهة من أهم شعاراتها بأن تكون موضوعية، وإذا كان ما تم ذكره هو لمشاركين عابرين، فإن على مقدمي مثل هذه البرامج التنويه والتنبيه لتجارب مشرقة ومتميزة مثل تجربتنا في الإمارات، المجال ليس رأياً يطرح، فمن الظلم أن أترك لشخص الحديث وجميع كلماته تسطيح للآخرين، ثم أقول إن هذا رأيه ونحترمه .. هذا خطأ في أبسط مفاهيم العدالة والدقة والموضوعية.