إحدى الشركات ضمت موظفتين إحداهما خليجية مطلقة ،وأخرى متزوجة من خليجي ، وهي من بلد عربي آخر معروف بأن نساءه فيهن من الجاذبية والكياسة في التعامل مع معشر الرجال أكثر من شقيقاتهن العربيات الأخريات، فالخليجية في لحظة جدلية عاصفة اتهمت الأخرى بأن بنات جنسيتها هن وبالاًعلى بنات جنسيتها من الخليجيات، وتمادت في اتهامهن بأنهن سارقات الرجال، بل وساحرات يستخدمن طقوس السحر للاستحواذ عليهم وخراب البيوت.
ردت عليها زميلتها العربية بكل هدؤ وبرود أعصاب .. قالت لها : نعم نحن ساحرات، ونستخدم طقوس السحر لجذب الرجال والحفاظ عليهم، ولكن ليس كما تعتقدين .. نحن نسحر الرجل بطريقة تعاملنا معه ،بينما أنتن تنفرن الرجل بجفافكن في التعامل معه .. فبنات جنسيتي الواحدة منهن تجعل الرجل هدفها في الحياة بل هو حياتها كلها .. قد تسأليني كيف ...؟ سأحكي لك كيف ..؟ أولاً : تهتم بمملكتها "بيتها"، وتضع في بهو ذلك المحراب الملكي عرشاً خاصاً لمليكها في تلك المملكة ،فحين ولوجه الى مملكته تتحول الزوجة إلى وصيفة أو خادمة لذلك الملك المتوج ..
قالت لها الخليجية بتعالي واستخفاف: كيف مملكتك وتعودين إلى وصيفة وخادمة ..؟ اليس هذا منتهى الاذلال لكرامكتك كإمرأة ..؟
ردت زميلتها العربية بزهو وثقة أكبر: البيت "مملكة المرأة" هو وصف مجازي .. فالمملكة هي للطرفين ،ولكن الرجل بطبيعة الحال هو عادة ما يبني البيت أو يوفر البيت "عش الزوجية" بشكله المادي العادي ،أي جدران وغرف وحيطان مبنية ، والمرأة هي من تسهم في إعادة هذه الجدران والغرف الصماء إلى مملكة حية ..
قالت الخليجية : نحن أيضاً لا نقبل السكن في بيوت صماء كما تصفين ، فنجتهد في تاثيث البيت بأحسن وارقى الأثاث والديكورات ..
ردت عليها زميلتها : وقالت لها عليك نور .. صحيح أنتن تهتمين بالاثاث فتغتنين أفخمه ، ومن الديكور أجمله ، ولكن كل تلك الاختيارات صماء كالجدران والغرف الخرسانية .. أما نحن نضيف لها الحياة ...
الخليجية : اي حياة تضيفون إليها غير الحياة الزوجية المعتادة ..؟
زميلتها العربية : هنا مكمن الفرس .. قلتي الحياة الزوجية المعتادة ..! أنتن تتمسكن بها ببلاهة ومحاطة ومكبلة بتقاليد عمياء تجعل الرجل يطير من بين أيديكن .. أما نحن ندرس بتمعن إحتياجات الرجل النفسية والجسدية معاً ، ونتمادى في فهمه وسبرأغواره كرجل شرقي ،ونقدم التنازلات المطلوبة لإدراكنا بأن إرضاء غروره هو أحد مخاطم الإمساك به ...
الخليجية : يعني أنزل كرامتي عنده .. لماذا أهدرها عنده ..؟ مثل ما يعاملني سأعامله ...!
زميلتها العربية : أعذريني هذا منتهى الغباء في التصرف .. ليس هناك كبرياء بين الرجل وزوجته .. صحيح هناك احترام متبادل يجب أن يسود .. ولكن الكبر والغطرسة والتعالي غير المرغوب من المرأة يعقبه صد وجفاء من الرجل،ويتراكم جدار الصد والجفاء بين الطرفين مع مرور الأيام فتنهار المملكة ... دعيني أعود لك إلى كيف نملأ البيت أو "المملكة" بالحياة ...؟ أولا ندرك رغبات الرجل في البيت قبل رغباتنا نحن النساء ، و بعد ما نحدد ونعرف تلك الرغبات في نوعية الاثاث والديكور نضيف إليها لمساتنا وذوقنا الانثوي عليها .. ونفاجئه بسحر ذوقنا الرقيق ، وبدلال وغنج نطلب رأيه فيما صنعناه ، وليس عندنا مانع في تغيير ما عملناه إن أحسسنا مجرد احساس بعدم رضاه .. طبعاً نهتم بالمطبخ وتنظيف البيت وترتيبه حتى وإن وجدت الخدامة في البيت ، فالرجل الشرقي يتوق لرؤية ما علق بخياله من كد ونكد عانته أمه وجدته في البيت ليراه يتكرر بصورة معينة في زوجته العصرية .. فنحن نلبي له هذه الرغبة ،بينما أنتن تتمعنون في محو تلك الصورةالنمطية للمرأة من ذاكرته بالاعتماد كلياً على الخدامات ، ففي المطبخ نسعى جاهدات في طبخ وتوفير ما تعجبه ويستمتع بها من الطبخات والأكلات .. نعمل على التغيير الدائم لديكور البيت والتغيير لمواضع الاثاث والمزهريات والصور المزينة للبيت دون أي ازعاج له ، فهذا يسهم في تجديد نفسية الطرفين،ويبعث على الارتياح .. أما من ناحية كسب الرجل في النواحي الأهم ،فنحن مهما كانت الواحدة منا جميلة تظل تحافظ على سمات ذلك الجمال ،فتهتم بارتياد الحمامات النسائية وما يرافقه من تنظيف كل شيء غير مرغوب في جسدها،وتتبعه باستكمال زينتنا النسوية من ميك آب وتسريحات ولبس انثوي مغري ومثير للرجل، والحرص على مزج روائحها وعبقها الانثوي بروائح عطرية محببة لزوجها،طبعاً كل ذلك في لحظات الاختلاء بالرجل في مملكتها .. فالرجل يرغب في أن تبدو زوجته أمامه كحورية عشق جميلة في عهد الرشيد،أو كجارية جميلة من جوار بلاط القصور في مختلف العصور .. وكلما دخل البيت قصدي "المملكة"تجعله يحس بعظمته ،وبعظمة مملكته ورومانسية المكان .. تستقبله عند الباب كحورية جميلة بلبسها وعطرها وعبقها الانثوي ،وغنج كلامها ،تحرص على ترديد عبارات منتقاه بسلامة عودته ، والتعبير بمدى اشتياقها له أثناء غيبته .. تخلع له وتساعده في خلع بعض ملابسه .. فحين يعود من عمله ظهراً تحضر له حماماً منعشاً حسب رغباته ببرودتها وسخونتها .. تجهز له سفرة الطعام ،لا تعتمد على الخدامة في كل ذلك إلا في حدود المساعدة الطفيفة .. تحرص أن تتناول الواحدة منا طعام الغداء مع زوجها فلا تسبقه إلى ذلك مهما قرصها الجوع .. تتبادل أطراف الحديث معه وتبتعد في الحديث عما يزعجه أو يعكر مزاجه .. وتأكله بعض اللقيمات من ايديها الناعمة .. بعد الانتهاء من وجبة الغداء وشرب الشاي ترافق الواحدة منا زوجها إلى غرفة النوم التي عادة ما تكون رومانسية في إضاءاتها وديكورها وهدوؤها وروائحها .. فتخيلي يأخذ الرجل قيلولته في هذا الجو الذي يبعث على السكينة والهدوء والاسترخاء .. أما في المساء والسهرة هي السر الأكبر للنساء من بنات جنسيتي وأزواجهن .. تتفنن في خلق جو سهرة شبه يومية تجعل الرجل معها يفضل البقاء في البيت عن الخروج خارجه ،او تدفعه للعودة سريعاً إن خرج .. تجعله يعود مشتاقاً لتلك السهرة الثنائية مع حوريته "زوجته" ،تهيئ له سينفونية الجلسة الرومانسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، فتحرص أن تكون هي محور وايقونة الجلسة أو السهرة ، ففي فترة غفوته في الظهيرة أو غيابه عن البيت بعد الغروب تستكمل هي زينها وجمالها ولبسها وعطرها ، وتهيئة متطلبات الجلسة من مأكولات ومشروبات ، والموسيقى المحببة تتخللها أثناء الجلسة الرقصات ،فلا يمنع أن تبدي الزوجة مهاراتها في أنواع الرقص التي يهواها الرجل .. تبادل معه اطراف الحديث الرومانسي ،الذي يزيد الترابط وتبادل العشق والهيام..
لن أكمل لك كيف يتم تتويج السهرة في صالة الجلوس أو غرفة النوم .. فالواحدة منا تجيد لعبة السهر والنوم بانفتاحية تسعد الرجل ...
فهذه هي حياتنا .. هذه هي طقوس سحرنا ....يا عزيزتي