بين الاقصاء المتعمد والموروثات الثقافية - تونس يلزمها مرا كأمي باش يستتب الامن وتتحسن الاحوال. - مرا كامك يا راجل هههههههههههه يا راجل ما قداهاش السلبسي خلي امك. - من فضلك ما تجبدش امي واعرف اش تقول. - اش عندي قلت انا ... نقصدش ما جابوهاش الرجال خلي النساءهههههههههه. - بفففففف مالا عقلية بايدة متخلفة في بالاي نحكي مع دكتور وباحث كبير........... جزء من نقاش، استمعت اليه صدفة في احدى المقاهي الراقية جدا ومن المفترض ثقافية لا يرتادها إلا الادباء والشعراء والمثقفين. حوار بطلاه محام ودكتور وباحث معروف واشهر من نار على علم ومدافع شرس جدا جدا عن حقوق المرأة خاصة امام الكاميرا وفي البلاتوهات التلفزية. النقاش، سرعان ما تحول الى سب وشتم وتراشق بالاتهامات حد التكفير والتخوين وانتهى بمغادرة المحام المكان بعد ان قذف زميله بفنجان القهوة ولولا تدخل بعض الحاضرين لكان الاسؤ والسبب هو نظرة كل واحد منهم\" لأحقية المرأة من عدمه في ان تكون رئيسة دولة تقودا شعبا بأكمله\" الحوار انتهى بين الصديقين بمغادرة المحام المكان ، ولكن في الواقع بدا بيني وبين نفسي وأسئلة عديدة ومواقف سرعان ما تطايرت وتكدست امامي رغم قدم بعضها وارتباطها بطفولتي البعيدة لتقفز امامي أسئلة جوهرية قديمة- جديدة- متجدده:\" ** لماذا نحن النساء ينظر الينا درجة ثانية رغم اننا الأصل ** لماذا، عندما يراد اهانة رجل يشبه بالمرأة؟ ** لماذا تشرئب الاعناق من نافذات الحافلات والتاكسيات عندما تلحظ شرطية مرور تنظم حركة السير ؟ وتسمع كلام من قبيل كان شدت دارها خير تتمر مد في روحها في الشارع ووو.. أذكر جيدا حزن اختي الاستاذة الجامعية والمتمردة لما علمت ان جنس مولودها القادم في الطريق انثى واذكر جيد قول حماتها \"علاش تدلل كان لأخرى جابتلو طفل\"... واذكر جيدا رد المحامي والسياسي و ورئيس الجمهورية الباجي القائد السبسي على انتقاد النائبة سامية عبو له بقوله : \"على كل ما هي الا مرا\" رد ربما جاء عفوي لحضتها ، ولكنه في الواقع فضح عقلية رجالاتنا وسياسينا المثقفين جدا وأدعياء انصار حقوق المرأة والمراة نصف المجتمع ووووو.... وغيرها من الشعارات الجوفاء التي لا نستطيع وصفها الا \" بهذيان مرضى الحمى \" وليس على المريض من حرج. نعم، نقولها ولا نخشى لومة لائم، لانه ببساطة الواقع هو عكس ما يقولونه البته وفي كل يوم نكتشف بل يتدعم تأكدنا وإيماننا بأننا رغم التطورات التكنولوجية وارتفاع نسبة التمدرس إلا اننا مازلنا نعيش بعقلية ذكورية بحتة رجالا ونساء والأخيرة هي المعضلة الكبرى وغير مفهومة بالمرة بل اجدها عجيبة . فإذا لم تؤمن المرأة بقدراتها واستقلاليتها من سيؤمن بها ؟؟؟؟؟ لنتأمل المشهد السياسي التونسي ونقف عند مشاركة المرأة التونسية في مراكز القيادة فسنجد ن الارقام مع الاسف صادمة للغاية بل محبطة جدا. فمثلا على 24 وزارة تونسية ، لا نجد الا 3/24 من الوزاراة التي تمسكها المراة وهي وزارة السياحة والصناعات التقليدية( سلمى اللومي الرقيق) ووزارة المرأة والأسرة والطفولة( سميرة مرعي) ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث( لطيفة لخضر) اما الولايات فالنسبة 0/24 ولاية البلديات نفس الشيء وحتى التمثيل الديبلوماسي في الخارج و وحركة السفراء نفس الشيء اما الكوتا النقابية ، حدث ولا حرج فالاتحاد العام التونسي للشغل معظم نقابيه والمتحدثين باسمه ذكور. ان الحقيقة الجلية والواضحة حاليا في المشهد السياسي التونسي ، هو سيادة التسلط ألذكوري على ادارة الدولة ومؤسساتها و سوق العمل والاقتصاد. فلماذا هذا الغياب المتكرر؟ هل هو اقصاء متعمد وعدم ثقة في قدرات المرأة القيادية ؟ام اختيار وقرار ذاتي ناتج عن عدم نمو الوعي السياسي للمرأة التونسية؟ وعدم ايمان الرأي العام بالمرأة السياسية لأنه لم يتعود تعاطيها الحياة السياسية. قضية تمكين المرأة سياسيا وتعزيز مشاركتها الفعالة في العمل السياسي، مازالت منقوصة بشكل ملحوظ ولم تحظى باهتمام كبير على أجندة الأحزاب السياسية الحكومية أو المعارضة بشكل عام ولهذا علينا تصحيح موروثاتنا الثقافية البالية وتصحيح المسار ونتمنى في الانتخابات البلدية القادمة ان تعدل الكفة وتصلح هذه المشاركة الضئيلة للمرأة في مراكز القرار ونرى نساء رئيسات لبلديات