نشر مقطع على اليوتيوب ( ) يظهر طفلاً صغيراً يبكي، وقد انتهز المعلم تلك اللحظات المريرة في حياة ذلك الطفل، وقام بتصويره، وهو يشكو عدم مقدرته على الكتابة، وأنه سيذهب إلى البيت، ويعود وقد تعلم الكتابة.
ولا أعلم ما سبب خوف ذلك الطفل، أو بكائه، لكن وكما ظهر في المقطع، فإنه قد يكون المعلم قد بث الخوف في قلبه، لأن وعود الطفل بأنه يريد العودة إلى المنزل والتعلم أكثر، ومن ثم العودة مؤلمة بحق.
الغريب أن المعلم قال له « إنني علمتك الكتابة، فرد الصغير، وهو غارق في البكاء، لا لم تعلمني» فرد عليه المعلم «وما الذي على السبورة، يقصد لوحة الشرح الرئيسة في الفصل» هذا المقطع رغم قصر مدته، وتم تصويره كما يظهر في مدينة نائية من بلد خليجي، أقول إن هذا المقطع يظهر حالة التعليم في الوطن العربي برمته، ويسلط الضوء على مستوى المعلمين الذين يتصدون لمهمة تعليم النشء، وهم في مقتبل حياتهم.
الجانب الآخر هو كل هذه الجرأة والتجبر في انتهاك حقوق هذا الطفل وتصويره، ومن ثم بث هذا المقطع بكل تجبر على شبكة الإنترنت.
أعتقد أن هذا المعلم ارتكب جملة من الأخطاء الفظيعة، أولاً كان يفترض فيه أن يعيد شرحه مرة واثنتين وثلاثاً حتى يفهم ذلك الصغير، بل كان يجب عليه أن يوليه العناية والاهتمام إذا كان يحتاج للمزيد من الشرح والاستذكار.
الخطأ الجسيم الثاني هو ظني أنه قد أرهب الطفل الصغير، وبسبب هذا التخويف دخل في موجة من البكاء المرير، وكان يفترض في هذا المعلم أن يخفف على هذا الطفل مشاعر الخوف، لعدم تمكنه من تعلم الكتابة بأن المستقبل أمامه، وبأنه ذكي، وسيعرف كيف يكتب قريباً، لكن عليه بالصبر والاستذكار وغيرها من أساليب التشجيع، لكن اكتفى فقط بتصويره، وكأن هذه فرصة سانحة للتندر، وإضحاك الناس عليه.
كل هذا أضعه جانباً، وأضعكم أمام حقيقة مؤلمة، وهي أن هذا الطفل يتيم.
لقد قام ذلك المعلم بانتهاك حقوق هذا الصغير كافة حقوقه الإنسانية والقانونية، فضلاً عن تقصيره في أداء مهام عمله، وكأن هؤلاء الأطفال لعبة بين يديه.
لقد ظهر هذا المقطع، لكنني متأكدة أن هناك مقاطع أخرى في جواله، لأنه وكما يظهر يعتبر المواقف التي تحدث فرصة للضحك والتندر، لقد قرأت أنه تم إحالة هذا المعلم للتحقيق، وكلي أمل أن تصدر بحقه عقوبة تكون رادعة ومنصفة.