الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تفوّق النساء في المفاتيح

  • 1/2
  • 2/2

ذكرت دراسة بريطانية حديثة أن النساء أفضل من الرجال في البحث عن المواد المفقودة مثل المفاتيح، وأن الرجال دوماً يلجأون إلى طلب مساعدة النساء فوراً عندما يكتشفون أنهم فقدوا شيئاً!. وأثبتت الدراسة أن النساء كُنّ أسرع من الرجال في إيجاد المفاتيح المفقودة حين كلفهم الباحثون بمهام البحث عنها في حقل، وتحديد مواقع المطاعم على الخارطة، وحل مسألة حسابية بسيطة، في حين تخلّفنَ عن الرجال في المهام الأخرى.
بصراحة.. الموضوع يحتاج إلى نقاش!. مع التقدير بأن المجتمعات تختلف مفاهيمها وتصوراتها حسب البيئة الجغرافية والقيمية والثقافية. صحيح أن المرأة تعرف كيفية إيجاد «مفاتيح «الرجل، أو كما يقولون «الضغط على مفاتيحه» Pushing his buttons هذا في حالة المنطوق العاطفي الإنساني، حيث يقع الرجل ضحية فتنة المرأة وينجذب لها وينسى حتى تاريخ ولادته، ولكن -في ظروف خاصة- نجد أن المرأة -ولاعتبارات سيكولوجية وفيزيائية- كثيرة النسيان، وقد تختلف مع زوجها حول قضية أو موضوع قالته ثم أنكرت أنها قالته! أو حول أخذها قلم ومسباح الرجل من ثوبه -قبل رمي الثوب للغسيل- ولا تتذكر أين وضعت القلم والمسباح!. وهذا ليس تعميماً على جميع النساء «حتى لا يفهمونا غلط»!. إذ إن هنالك حالات تم التحقق منها أن الرجل أكثر حكمة في المواقف الجادة، وقدرته على التحكم بأعصابه وضبط الإيقاع النفسي عند الضجر أو التألم أو الحوار الحاد أو الوفاة، في حين تنزلق بعض النساء -خصوصاً في الصالونات النسائية أو عندما يكُن في سياحة في بلد أجنبي ويجدن البائع يتحدث العربية، فيكشفن عن أسمائهن وجنسياتهن بل ويتركن أرقام هواتفهن عند البائع أو البائعة من أجل إخبارهن بوصول البضاعة الجديدة، أو يتركن اسم الفندق الذي يُقمن فيه عند البائع بقصد إرسال البضائع التي اشترينها من المحل، وفي ذلك خطورة كبيرة على المسألة الأمنية والشخصية للمرأة. وأعتقد أن الرجل سيكون أكثر تردداً في كشف هويته أو أرقامه للآخرين، كونه لا يفكر في اللحظة التي يدور فيها الحوار، بل في الأبعاد الأخرى -خصوصاً الأمنية منها- التي يمكن أن تفسد عليه رحلته مع أهله.
جاء في كتاب «لغة الجسد» للمؤلفين: آلان وباربارا بييتز، أن كتاب «قراءة الأفكار» للكاتبة «سانجيدا أو كونيل»، بعد دراسة لمدة خمسة شهور على كيفية الكذب، حيث وجدت الدراسة «أن النساء يقُلن أكاذيب أكثر تعقيداً من أكاذيب الرجال، بينما يكذب الرجال أكاذيب بسيطة مثل «فاتني الأوتوبيس، أو فرغ شحن بطارية هاتفي المحمول ولذلك لم أتصل بك»!. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الجذابين «من الجاذبية» يُصدقُهم الآخرون غير الجذابين، وهذا يوضح لماذا استطاع قادة مثل: جون إف كينيدي وبل كلينتون الإفلات بكل معا فعلوه».
نحن نعتقد أن التفوق -بين الجنسين- له اعتبارات سيكولوجية وفيزيائية واجتماعية، ما يجعل شخصاً ما قادراً على مواجهة الموقف، أو حتى تذّكر الأشياء والأسماء!. لكن امرأة تعاني الاكتئاب وتخشى الظهور في الأماكن العامة، وتتناول أقراصاً مهدئة متعددة الألوان كل يوم وتقلق عند النوم لخوفها من الموت، لا يمكن أن تكون أكثر تركيزاً وتذكراً للأشياء والمواقف والأسماء!. ورجل يعاني اضطهاد مديره وعدم تقديره لكل ما يقوم به من إخلاص ووفاء للعمل، ويقابله دوماً بازدراء ولا ينال حقه من الترقية المشروعة، ولديه ستة أطفال يريد تربيتهم وراتبه متواضع، وسيارته «كرنبع» وعليه ديون في البنك، لا يمكن أن يكون شديد التركيز، لأن الموضوع الأهم وهو علاقته بمديره وحالته المادية يستحوذان على تفكيره، بل وعلى علاقته بجسده وعلاقته بالآخرين، وحتماً سيكون هذا الرجل ضحية «تفوّق» الزوجة –السوية- فيما لو حاول الكذب أو الزوغان، والعكس بالعكس.
نحن نعتقد أن مفهوم وطبيعة العلاقة بين الزوجين يحددان شكل التفوق ونماذجه!. فقد تكون المرأة أكثر تعليماً ووعياً من الرجل. وهذا يساعدها على حُسن «قيادته» «روح شمال.. روح يمين» وقد تكون المرأة أيضاً متعلمة -حسب شهادتها- لكن عقلها محدود وتفسيراتها للأمور والظواهر حولها لا تخرج عن حدود ذلك العقل، وعدم قدرتها على الخروج من دائرتها الضيقة -ولربما أثَّرَ على ذلك طبيعة بيئتها العائلية- بحكم قلة خبرتها وعدم اطلاعها على مجريات الأمور في العالم، بل وهواياتها واهتماماتها الأساسية، كمن يغرم في الذهاب إلى المطاعم وترك الأولاد في المنزل دون رعاية، أو من تغرم في التردد على صالونات التجميل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، ولا تقابل إلا نظيراتها -بنفس التفكير والاهتمامات- في تلك الأماكن.
وأخيراً.. فكما ينسى الرجال، تنسى النساء، وكما أيضاً للكذب نساء، فإنه «للكذب رجال» وهو عنوان رواية قرأتها مؤخراً للكاتبة سارة العليوي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى