يتسم مظهر معظم الفتيات الفلسطينيات المشاركات في المواجهات ضد جنود الاحتلال بسماتٍ واحدة، فسراويلهن من الجينز وأظافرهن مطليَّة بألوان برَّاقة، فيما تحمل سواعدهن حقائب يد وهواتف محمولة حديثة.
وتشارك الفتيات بصفة دائمة في المظاهرات، التي اندلعت قبل نحو أسبوعين في الأراضي المحتلة، ويتركز دورهن على إمداد الشباب بالحجارة وإلقائها أحياناً مع توفير وسائل مقاومة الغاز المسيل للدموع.
وتفيد إحداهن، وهي طالبة في المرحلة الثانوية تغطي وجهها بكوفيَّة، بأن أسرتها لا تعلم بأمر مشاركتها في التظاهر.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين؛ دارت الاشتباكات في رام الله بصفة يومية وكأنها شعائر دينية مع اجتياح موجة من الغضب أنحاء القدس والضفة الغربية ممتدةً إلى قطاع غزة ومناطق عرب 48.
ولم يصل الصدام بعد إلى حد ما وقع في الانتفاضتين الأولى والثانية في عامي 1987 و2000. لكن ما يميِّز الموجة الحالية مشاركة الشبان والفتيات دون العشرين عاماً وعدم تحكم أي كيانات سياسية في التحركات.
ومن خلف لثام؛ قالت طالبة في المرحلة الثانوية أثناء نقلها الحجارة إلى شُبَّان في رام الله “أنا جيت هون بعد ما شفت في التليفزيون شو بصير بالأقصى وكيف بقتلوا الشباب”.
وردد آخرون أغلبهم من طلبة جامعة بيرزيت القريبة عبارات شبيهة وعبَّروا عن تطلعهم إلى إنهاء الاحتلال. لكن يدركون أنه لا سلاح بأيديهم سوى الحجارة.
وبعض المشاركين في المظاهرات لم يكونوا وُلِدوا عندما تفجرت الانتفاضة الثانية.
ويوصف جيلهم بأنه تربَّى على إخفاق المساعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط، لذا يملؤه الغضب من قياداته مع تضاؤل آمال إمكانية قيام دولة فلسطينية.