برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائبة رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت، تشهد مدينة جدة يوم الأربعاء المقبل الواحد والعشرون من شهر أكتوبر الجاري، في فندق حياة بارك، تدشين فعاليات أكبر ورشة عمل للمرأة والطفل والبيئة ولأول مرة على مستوى العالم، وتقوم بتنظيمه والإشراف عليه جمعية البيئة السعودية بجدة.
ومن المنتظر أن يكون هذا الحدث البيئي الفريد من نوعه الأكثر تميزاً على مستوى المملكة والشرق الأوسط، والذي يتم من خلاله رفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع، وتكريس ثقافة الاهتمام بالبيئة، وتأكيد أن التوعية البيئة تبدأ من البيت والأسرة، وعلى وجه الخصوص المرأة والطفل. حيث ستعمل تلك الفعاليات والورش على بث روح الـمشاركة الفاعلة، وبالتالي ترسيخ بناء ثقافة التوعية البيئية، لتتشكل معها وجدان كافة أفراد الأسرة على الأهمية القصوى للوعي البيئي، لتكون بمثابة صياغة متطورة نحو بناء الحاضر ومستقبل الأجيال القادمة، من خلال تقديم رؤية متعددة المسارات ومتنوعة للوعي البيئي السليم من اجل بيئة نظيفة مستدامة، وتحويل ذلك لثقافة مجتمعية يحرص عليها المجتمع وتساهم فيها عدة جهات حكومية وخيرية وتجسد في مضمونها المعاني السامية لتوعية البيئية .
وقد تم تخصيص موقع إلكتروني للمشاركة والتفاعل مع هذا الحدث من خلال رابط ) www.sens.org.sa ). وتقرر أن يكون هناك 36 مدرب ومدربة من داخل المملكة وخارجها، وستعقد 33 ورشة عمل متخصصة سيقدم من خلالها محاضرات، وتحوي على العديد من التطبيقات العملية التفاعلية، وسيتم تنفيذ كل هذه الورش بالتعاون مع جهة دولية معتمدة في هذا المجال، وسيحصل المشاركون في كل ورشة المواد التدريبية الخاصة بها، وسيتم منح شهادة مشاركة للمشاركين كلها معتمدة من الشريك الدولي.
ومن خلال تنوع الأطروحات التي سيتم مناقشتها، تم وضع سلسلة محاور من خلال عدة نقاط رئيسية وهي : المحافظة على المصادر الطبيعية وكفاءة استخدامها، الصحة والأسرة والبيئة، الغذاء الصحي البيئي، أنماط الاستهلاك المستدامة، المنزل البيئي المستدام، الحديقة المنزلية البيئية والمستدامة، تطبيقات لمحور الحديقة المنزلية، محور التنمية المستدامة والتنمية البشرية، البناء الأخضر المستدام، الاقتصاد والتخطيط والتعليم والأسرة .
وتقوم د. ماجدة أبوراس رئيس ورشة العمل ونائبة رئيس جمعية البيئة السعودية وصاحبة مبادرة برنامج بيئتي والبرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة بجهود حثيثة وملموسة لإنجاح هذه الورش والفعاليات المصاحبة لتصل إلى رغبتها في تكوين العلاقة التكاملية بين المرأة والطفل والبيئة ليحقق الجميع الرؤية الصحيحة والسليمة نحو منزل بيئي ومستدام، حيث تؤكد د. ماجد أبوراس بأنه لا يجب إغفال دور المرأة في الاهتمام بمجالات التوعية البيئية، حيث أشارت قائلة في هذا السياق : "فبالإضافة إلى كون المرأة نصف المجتمع، فهي تتمتع بحسها المرهف العالي تجاه المخاطر البيئية المحدقة بأسرتها، وبالتالي بوطنها. وأثبتت الكثير من التجارب الدولية والعالمية أن المرأة أكثر حماسة للمشاركة في العمل الجماعي بمواجهة هذه الأخطار، وتشير الكثير من الدراسات والإحصائيات للفروقات الكبيرة بين الرجل والمرأة من الناحية البيئية، وإن تلك السياسات الدولية في مجالات البيئة لا تؤثر على الرجل والمرأة بنفس الدرجة، وأن كثير من هذه القرارات كانت ذات تأثير على المرأة أكثر من الرجل.
وتستطرد د. ماجدة أبو راس في هذا الصدد لتقول : " لا يجب أن نغفل حساسية الأطفال تجاه التلوث البيئي وتأثير ذلك على صحتهم، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن تأثير التلوث البيئي – وعلى وجه الخصوص التلوث الكيماوي والانبعاثات في أكثر معدلاته يتم الإصابة به خلال عمر الطفولة وخاصة في سنواتهم الأولى، ومن هنا يتضح أهمية توعية المرأة، وبالتالي اخترنا أن تكون ورش العمل والفعاليات ذات علاقة بالمرأة والطفل والبيئية، ولا يجب أيضاً أن نغفل دور الرجل، لهذا وضعنا في جدولنا العديد من ورش العمل للرجال للمشاركة في هذه الفعاليات .