الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الإعلامية الكويتية نجاة الحشاش: أتمنى إنشاء وزارة جديدة للمرأة والأسرة ولو عرضت عليّ الحقيبة الوزارية فسأختار «التخطيط»

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة والإعلامية والناشطة السياسية والاجتماعية نجاة الحشاش بدأت مسيرتها السياسية كناشطة منذ التحركات النسوية الأولى المطالبة بحقوق المرأة السياسية بعد التحرير، تمتلك تجربة إعلامية مميزة في الكتابة الصحافية، رغم أنها ترى ان مهنة الصحافة من أصعب المهن على المرأة الكويتية.
تمتلك رؤية خاصة تعتبر فيها أن المرأة العربية أكثر وعيا سياسيا من المرأة الأميركية وشرحت ذلك قائلة: «بعد اطلاعي على تجربة المرأة الأميركية خلال زيارتي للولايات المتحدة الاميركية ضمن برنامج الزائر الدولي زاد إعجابي بالمرأة العربية، فعلى الرغم من ان المرأة الأميركية خاضت غمار المعترك السياسي قبل المرأة العربية الا ان كل الناشطات السياسيات الاميركيات اللاتي التقيتهن كن كبارا في العمر، بينما المرأة العربية تخوض المعترك السياسي وهي شابة وعندما تؤسس أسرتها تتحول الى الأنشطة الاجتماعية، بينما الأميركية تعمل بعيدا عن الحراك السياسي في الغالب، هي غير مطلعة على الشؤون السياسية لبلدها، بينما المرأة العربية قريبة من الوضع السياسي ومثقفة سياسيا»، الحشاش عرفت بجرأتها إعلاميا، وتقول إنها لن تخوض غمار الانتخابات الا بعد ان يموت الفساد.
وفيما يلي نص الحوار:
* الكاتبة نجاة الحشاش.. من التدريس.. إلى الإعلام.. إلى السياسة.. كيف انتهى بك المطاف في عالم السياسة كناشطة سياسية وصاحبة رأي سياسي حاضر على الدوام؟
- بدأت مع السياسة منذ بدء ظهور الحركات المطالبة بحقوق المرأة قبل إقرار حقوق المرأة السياسية، وكنت من بين مجموعة كبيرة من الناشطات في هذه القضية ومن بينهن وزيرات الآن واذكر منهن د.رولا دشتي ود.معصومة المبارك، ومنذ تلك التحركات عرفت كناشطة سياسية، وفي العالم العربي مثلا يعرف الناشط السياسي بانه من يقوم بالتظاهرات، وهنا في الكويت ولله الحمد نشاطنا السياسي يكون بالرأي، ولكن الآن متوقفة تماما عن التعاطي مع الأنشطة السياسية وذلك بعد ما آلت اليه الأوضاع في الوطن العربي والأحداث الأخيرة، لأنني اعتقد ان الفوضى السياسية لا تخدم أحدا، ونحن نعيش فوضى سياسية شاملة، ومتى ما توقفت الفوضى سأعود للنشاط السياسي.
* وهذا ما يقودنا إلى مقولة « السياسة لا تليق بالمرأة» هل حقا تعتقدين بصحة هذه المقولة من واقع تجربتك؟
- طبعا وهذه المقولة هي نتاج النظرة الذكورية، فالمرأة نصف المجتمع، ولا يمكن فصل المرأة عن اي نشاط في البلد، واختلافات الرجل عن المرأة هي اختلافات فيسيولوجية فقط لا غير، أما من حيث العقل والقدرة على الابتكار والتعامل مع الأمور فالمرأة لا تختلف عن الرجل.
توزير  المرأة
* في السياق ذاته، كيف ترين تجربة توزير المرأة في الكويت؟
- لدينا تجربة مميزة خاصة في بعض الوزارات، وأخص بالذكر الوزارات التي يجب ان تتولى حقيبتها امرأة لكونها اقرب لها، كوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة التربية، وأتمنى ان تأتي الوزيرة المرأة في الوزارة من داخل الوزارة لا من خارجها وان تكون قد تدرجت في مناصبها حتى تمتلك الخبرة والقدرة على معرفة خبايا الوزارة وطريقة عملها واحتياجاتها.
والاهم ان تجربة توزير المرأة تثبت ان دولتنا قيادية ومتحضرة.
* وما تقييمك للتجربة البرلمانية النسائية في الكويت، والتي طالتها أسهم الانتقاد وبشدة ومن ناشطات سياسيات وليس فقط من بعض السياسيين الرجال؟
- لأنها تجربة جديدة طالتها الانتقادات، وذلك الأمر الطبيعي، ولكونها تجربة جديدة فطبيعي ان تكون تحت الأضواء وتحت مجهر الرصد والمتابعة من الجميع، والاهم من هذا ان تجربتهن بدأت في أوضاع سياسية حرجة، ولذا جاء الحكم عليهن حتى من الشارع بشكل ليس سليما واعتقد أنهن ظلمن.
وأما انتقاد بعض الناشطات السياسيات لتجربة النائبات فاعتقد انه في جزء منه عائد للغيرة النسائية، وعموما هناك نائبتان وصلتا الى البرلمان رغم أنهما لم تكونا ضمن الحراك النسائي المطالب بحقوق المرأة ولم يكن لهما حضور في أي تجمع سياسي قبل وصولهما للبرلمان.
ومن وجهة نظري عن التجربة النسائية البرلمانية فاعتقد أنها تجربة ناجحة ووضعت بصمة حتى على مستوى الوطن العربي، ولا ننسى ان المرأة غابت عن البرلمان لأكثر من 4 عقود ولكن ومع نيلها لحقها السياسي تمكنت اربع نساء من الوصول للبرلمان وهذا فخر للكويت، خاصة انه ومع عدد سكان البلد القليل تحصل المرأة على اربعة مقاعد فهذا شيء يدعو للفخر.
ولا يمكن ان ننسى ان هناك برلمانات عربية عريقة حصلت المرأة في حقوقها عليها منذ عقود وعدد المقاعد 400 ولكن لا تصل إلا امرأة أو امرأتان فقط.
المرأة الأميركية
* حدثيني عن تجربتك في برنامج «الزائر الدولي» الذي شاركت فيه بالولايات المتحدة الأميركية ضمن جولة هناك استمرت ثلاثة أسابيع؟
- البرنامج عمره 80 عاما، وهو برنامج شامل، وبرنامجنا الذي شاركت فيه كان يتحدث عن المرأة القيادية، وزرت 5 ولايات، وخلال البرنامج سألوني سؤالا عن مدى إعجابي بالمرأة الأميركية، وصدموا بإجابتي عندما قلت لهم انه وبعد اطلاعي على تجربة المرأة الأميركية زاد إعجابي بالمرأة العربية، فعلى الرغم من ان المرأة الأميركية خاضت غمار المعترك السياسي قبل المرأة العربية إلا ان كل الناشطات السياسيات الاميركيات اللاتي التقيتهن كن كبيرات في العمر، بينما المرأة العربية تخوض المعترك السياسي وهي شابة في العشرينيات من عمرها، وعندما تؤسس أسرتها تتحول الى الأنشطة الاجتماعية، بينما الشابة الأميركية تعمل وهي بعيدة عن الحراك السياسي في الغالب، والمرأة الأميركية غير مطلعة على الشؤون السياسية لبلدها بينما المرأة العربية قريبة من الوضع السياسي وهي مثقفة سياسيا.
* رغم نفسك الكتابي السياسي الواضح ومشاركاتك في الأنشطة السياسية وتعرفين دوما في الإعلام بانك ناشطة سياسية الا انك لم تقومي بترشيح نفسك لمجلس الأمة أو البلدي.. لماذا؟
- فكرت بهذا الأمر سابقا، ولكن تراجعت عنه، والأجواء السياسية الحالية لا تشجع لأن اغلب المقاعد الخمسين محسومة قبليا وطائفيا، وهذه اللعبة السياسية لا تتناسب معي، ومتى ما تغير هذا الأمر فسأدخل الانتخابات، والاهم من هذا كله متى ما تيقنت من موت الفساد السياسي فسأقوم بخوض الانتخابات.
الكويتية والإعلام
* لنتحول الى الكاتبة نجاة الحشاش.. كيف ترين تجربة المرأة الكويتية في الاعلام بشكل عام؟
- أعتبر أن تجربة المرأة في كل مناحي الإعلام سواء كان المقروء أو المرئي أو المسموع تجربة جميلة ومميزة في كثير من مراحلها، ولكن سأتحدث عن الصحافة المكتوبة، حيث اعتقد انه لابد ان يكون هناك اهتمام أكثر بالكتابة الصحافية ويجب ان يتم منحهن مساحات أوسع من الحرية من جميع الصحف.
وانا شخصيا وعن تجربتي قررت ان أتوقف عن الكتابة في الصحف الكويتية، والآن سأعود للكتابة في إحدى الصحف القطرية الأولى، ووجدت منهم اهتماما واضحا وسأعود قريبا للكتابة بعد ان توقفت عنها فترة من الزمن.
* ألا تلاحظين عزوفا واضحا للكويتيات عن مهنة الصحافة الخبرية كمهنة والاتجاه لكتابة مقالة الرأي؟ برأيك لماذا؟
- مهنة الصحافة كانت ولا تزال تعرف باسم «مهنة المتاعب» وهي فعلا كذلك، والمرأة الكويتية لا تستطيع ان تتحمل هذا لأنها تضع أسرتها في المقام الأول، والصحافة عمل غير متوقف، حتى وانت في منزلك وبين أولادك تعملين وتتابعين، وهذا ما لا تفضله المرأة الكويتية، لذا نجد حالة عزوف شديدة منها، ولكن هذا لا ينفي وجود صحافيات ناجحات ومميزات، وانا أرى ان الصحافيين هم الجنود المجهولين الذين يبرزون كل جوانب البلد وقضاياه.
التطوع عمل وعطاء
* لك تجربة مميزة في التطوع حيث تطوعت لـ 7 سنوات في مكتب الشهيد وبدأت بعد التحرير مباشرة، كيف ترين تجربتك تلك؟
- التطوع بحد ذاته عمل عطائي، وانا عملت برغبة مني في المجال التطوعي، ولم اندم على يوم واحد في عملي كمتطوعة في مكتب الشهيد، لأنني بهذا العمل كنت اخدم بلدي الكويت ولا اخدم جهة بحد ذاتها، وانا غادرته بعد ان قدمت كل ما استطعت، ونعم عملت فيما بعد التحرير، واراها تجربة مشرفة لي وأديت خلال تجربتي مع التطوع جزءا بسيطا من حق بلدي الكويت علي، ويكفيني فخرا انني من مؤسسي مكتب الشهيد مع د.الخليفي.
ثقافة التطوع
* ماذا عن ثقافة التطوع في الكويت هل هي الآن افضل مما كانت عليه قبل 23 عاما؟
- التطوع الآن مع الجيل الجديد اصبح أكثر حيوية وقوة، فالجيل الجديد وكما أرى يريد العمل ويريد التطوع وتقديم شيء لبلده، وانا أحيي شباب وشابات الجيل الجديد الذي مل من ثقافة المولات وهدر الوقت وبدأ الآن يبحث عن العمل التطوعي لخدمة البلد، وانا سأتحدث عن جانب مهم وهو ان التطوع يجب ان يكون بلا مقابل، ولكن للأسف بعض الجهات وبعد ان بدأت سياسة الدفع المالي للمتطوعين كمكافأة لتطوعهم أساءت للعمل التطوعي، ولكن انا أتحدث عن الجيل الجديد هذا الجيل الرائع جدا، وهناك شباب يريدون اي مجال ليتطوعوا فيه ليخدموا بلدهم بلا مقابل وهؤلاء الشباب يجب ان نأخذ بأيديهم وان نهتم بهم ونشجعهم.
كما ان الجيل الجديد مختلف في تفكيره، فمثلا في السابق كان الشاب يقول بعد ان يتخرج من الثانوية أريد ان تشتروا لي سيارة أما اليوم فالجيل الحالي يقول انا سأتخرج واعمل وأشتري سيارة بنفسي، هنا نلاحظ ان طريقة التفكير اختلفت واصبح هناك نوع من الإحساس بالمسؤولية، وهذا الجيل الجديد هو الذي ستولد الكويت الحديثة على ايديهم.
وزارة للمرأة
* دائما ما نسأل ضيفتنا: ماذا لو عرضت عليك الوزارة فأي حقيبة ستختارين، وهو ما سأطرحه عليك الآن، وأسألك ايضا ما هو اول قرار ستتخذينه؟
- بصراحة أتمنى ان أن توجد وزارة للمرأة والأسرة، فالأسرة نواة مهمة جدا لأي مجتمع ولأي بلد في العالم، وهناك اسر مشحونة وأسر تعاني من عدة مشكلات، واعلم ان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تؤدي جزءا من دورها بالاهتمام بالأسرة، ولكن لو شكلنا وزارة خاصة للمرأة والأسرة فسنمنح للأسرة خصوصية اكثر واهتماما أكبر، وأتمنى إنشاء محكمة خاصة للأسرة ايضا، فتشتت اللجان الخاصة بالمرأة ضيع المجهودات، فهناك لجنة خاصة بالمرأة في مجلس الأمة وهناك لجنة للمرأة في مجلس الوزراء وهناك لجنة في وزارة الشؤون، وتشتت هذه اللجان وتباعدها وتبعيتها لجهات مختلفة شتت الجهود وضيع ما هو مطلوب تحقيقه للأسرة بشكل خاص، لذا يجب ان تجمع تلك اللجان وتلك الجهود في وزارة واحدة تختص بالمرأة والأسرة حتى يكون العمل واضحا ومحددا ومركزا.
ولكن فيما يخص وزارة قائمة اختارها لتوليها فسأختار وزارة التخطيط، وأول قرار هو ان أضع رؤية للكويت لمدة 20 عاما من مستشارين كويتيين من كل الأعمار ومن الجنسين ليضعوا تصورا عاما لما نتمنى ان تكون عليه الكويت.
* وراء كل رجل عظيم امرأة.. ولكن من يقف وراء نجاحك انت؟
- ورائي أبناء يرون والدتهم فخرا واعتزازا بوالدتهم وهذا شرف لي ان أرى هذه الرؤية بأبنائي، ووقف ورائي أبنائي وأشقائي ووضعوا ثقتهم بي، وهذه الثقة هي ما منحتني الدافع للعمل بجدية.
* كلمة أخيرة؟
- أعتبر هذا اللقاء في صحيفة «الأنباء» بصمة لي، وهذا ما أتمناه فعلا وأشكركم جزيل الشكر على هذا الحوار الذي من خلاله فتحت آفاقا في جميع مناحي تجربتي.
نساء الكويت دائما ما انطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، كم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزير بلا حقيبة.

جريدة الأنباء - الكويت

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى