من المتعارف عليه من خلال المقولة الشهيرة «وراء كل رجل عظيم.. امرأة عظيمة»، أن ذلك ما لا ينكره عقل أو تجحده ثوابت واقعية، فكم من قصة نجاح نقشت على صفحات التاريخ لرجال خلدوا أعمالهم البطولية بشتى المجالات كان وراء نجاحهم نساء يدفعنهم ويبثثن فيهم العزيمة والإصرار للوصول إلى القمة.
ولكن.. لا تقتصر قصص النجاح على الرجال فحسب فهناك نساء كسرن القاعدة وحققن نجاحات لا يضاهيها نجاح، ومنهن سيدة تعتبر قدوة للنساء العربيات، صورة لسيدة مكافحة سخرت وقتها وعلمها من أجل أهم ما يحيط بالإنسان، ألا وهي البيئة.
سيدة برنامج البيئة والتنمية المستدامة الدكتورة ماجدة أبوراس التي جعلت من العالم يحدق بأنظاره إلى المملكة العربية السعودية وخاصة جدة في حدث سيسجل عبر التاريخ الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والذي سيقام في 8 محرم.
لقد رأت هذه الشخصية العظيمة أن ما حولنا نستطيع أن نطوعه لخدمتنا ومنفعة الإنسان والمجتمع من خلال رؤيتنا الصحيحة لبيئتنا وما تحتوي عليه وكيف نتعامل معها، ومن خلال ورش العمل التي ستقدم خلال فعاليات الحدث البيئي الأكبر الذي سيركز على الأسرة التي هي دعامة المجتمع والتي شددت عليها الدكتورة أبوراس من حيث إنها الموجه والمؤثر الأول في المجتمع حيث الإرشاد الأسري وأثره الكبير على الأطفال ومن ثم تخرج نتائجه إلى المدرسة وإلى المجتمع ككل. إن نموذج الدكتورة ماجدة قليل جدا في وقتنا الحالي، فكل منا حال نفسه ويركض لمصلحته ولا أشمل الجميع، ولكن كلمة حق نقولها في هذه الإنسانة التي تدأب ليل ونهار لتقدم لمجتمعها ووطنها أسلوبا بيئيا صحيا يكفل للجميع حياة مختلفة.
رغم مشاغلها الكثيرة إلا أنها طوعت من الوقت ما تخدم به مجتمعها وذلك من أهم مقومات الحياة وهي مايحيط بنا.
ليست مبالغة أن نقول إن ما أقدمت عليه الدكتورة ماجدة من خلال هذه الحدث العظيم إنجاز تاريخي للمرأة السعودية بشكل خاص والعربية بشكل عام، فلقد أكدت للعالم معلومة عن المرأة السعودية أنها ليست حبيسة أربعة جدران ومهيأة لها حياة رفاهية وتفكيرها محصور في تطورات الموضة والجديد في عالم المرأة ، هاهي أبوراس تطمس تلك الرؤية المغلوطة لتثبت أنها تفوق قدرة الرجال في العطاء وفي المشاركة التنموية في بناء الوطن جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل.
لم يقتصر دور الدكتورة ماجدة على شعارات وكلمات تقولها عبر الإعلام لتكون محور إرشاد ونصح للمجتمع حول البيئة وماهيتها وإلى أين ننجرف من وراء عدم وضع خطط لمحاربة التلوث والإهدار الصحي لبيئتنا.
بل تنطلق ميدانيا لتشمل حملتها كل ركن في عروس البحر الأحمر وبدأت بالفعل قبل القول، وأقرت أن المفهوم الحديث للتنمية المستدامة لابد فيه من مشاركة المرأة وأن ما تقوم به من مهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية يؤكد أهمية تواجدها ومشاركتها، فالمرأة رغم أنها تعد نصف المجتمع كمربية للأجيال، فقد أصبحت مربية وبانية مستقبل تلك الأجيال.