تذكرون جميعا حين كنا صغاراً وكنا نعود من المدرسة لنتناول الطعام بشغف ونشاهد أفلام الكرتون على القناة الأولى من خلال تلفزيون أبيض وأسود كانت تلك أفلام كرتونية جذابة جداً وما زالت لكل الأجيال السابقة في الثمانينات والتسعينات وحتى الأجيال الجديدة التي تتابعها ونتذكرها مثل (ساندي بل، سالي، صاحب الظل الطويل، علي بابا، سندباد، بيل وسباستيان، بيرين، أوسكار. وزينة ونحول وغيرها ....)جميعها أفلام كرتونية خصصت للأطفال والتي لا تنسى من ذاكرة الأجيال الماضية والجيل الجديد .
السر الخطير في المسألة أن تلك الأفلام الجذابة ساهمت وبقوة في الغزو الفكري والثقافي والتاريخي على فكر للذين تربعوا اليوم على عرش المثقفين العرب! ؟ربما يستغرب البعض هذا الكلام ويستنكره آخرون لكنها الحقيقة؛ نعم إنها الحقيقة إذ أن تلك الأفلام كانت تأخذ حيزا كبيراً من وقتنا وتفكيرنا وتزرع فينا قيما لا علاقة لها بتعاليم ديننا الحنيف ولا تساهم في تطوير مجتمعاتنا العربية .
لماذا؟ لأنها باختصار ليست من إنتاجنا هذا أولا وبالتالي هي موجهة لأبناء المجتمعات التي أنتجتها فنحن لسنا بالحسبان بالنسبة لشركات الإنتاج العالمية .وهذا يلقي بالمسؤولية على عاتق المسلمين أن يهتموا بما يقدم للطفل المسلم لما للصورة من أثر كبير ينطبع في الذاكرة فلا ينمحي وأذكر هنا بعض التجارب المتواضعة والتي ساهم أصحابها مشكورين بوضع اللبنة الأولى في إنتاج موجه بشكل علمي مفيد للطفل المسلم من مثل تجربة قناة سم سم الفضائية. وفيلم صراع الجبابرة والذي عمل الدكتور عماد الدين الرشيد مشكوراً على وضع الأسماء الخيرة كاسم "حمزة وحكمت وعبد الرحمن "وعلى الرغم من بساطة التجربة وتواضعها إلا إنها تضع اللبنة الأولى في سلم النجاح والاستقلالية في ما يقدم لأجيال مستقبلنا في قادمات الأيام.