بداية دائما وأبدا أقول نرفع تحية التقدير لرجالات الداخلية في عموم جهودهم للقضاء على الارهاب سواء بمبادراتهم المقدرة جدا لهم من ابناء مجتمعهم الذي بات يعلم يقينا أن هذا الارهاب بذرة شر وفتنة يراد بها تدمير مجتمعنا بأكمله وليس بعضه.. ويثمن الوطن بكل شرائحه مواجهتهم القوية لممارسي الارهاب بسرعة القبض على مجموعاتهم الداعمة والمشاركة بأي شكل من الأشكال.. ولهم ايضا الشكر على درجة الشفافية في ايصال المعلومة للمواطن رغم حساسية عمل هذا الجهاز الا انه الأكثر شفافية بين المؤسسات الحكومية للأسف. والتي تقدم خدمات مباشرة للمواطن ويفترض في عملها اساسا الشفافية والوضوح.
ولأن ملف الارهاب او تحدي الارهاب من اهم القضايا الوطنية فان تناوله وبشكل دائم من مهمات الجميع دون استثناء حتى نجتثه من جذوره..
دخول المرأة السعودية المسار الارهابي بكافة انواعه ليس جديدا بل والشاهد تصريح اللواء التركي المتحدث الاعلامي لوزارة الداخلية والذي اشار فيه الى انضمام 46 سيدة لداعش من عام 2011 الى عامنا هذا بعضهن التحقن بالتنظيم مع ابنائهن وبعضهن التحقن به لوجود ازواجهن اساسا في تلك المنظمات الاجرامية.. دخول المرأة الارهاب من وجهة نظري اكثر خطرا من دخول الرجل له لأنها أي المرأة تمثل مصدر تغذية فكرية لابنائها.. أكثر من الأب الذي في حال رفضت المرأة لفكره تستطيع التأثير على ابنائها وتصحيح مفاهيمهم خاصة إن كانت على مستوى من التعليم والوعي.. وهذا لا يلغي خطورة الفكر عند الطرفين ولكن عمق وشدة الخطورة عند المرأة أكثر لأسباب مختلفة.. خروج تلك النساء للمنظمات الارهابية وهن يعلمن جيدا انها ضمن مناطق مضطربة وغير آمنة على النفس والعرض والأبناء تأكيد على عمق خطورة قناعات تلك النساء حيث بعضهن خرجن بابنائهن وليس بمفردهن ما يؤكد خطورة قناعات المرأة واستعدادها للتضحية بأغلى ما تملك وهم ابناؤها وحياتها وأمنها وسلامتها وسلامة ابنائها..
العدد المعلن عنه كرقم وعلى مدى تلك السنوات ليس بكثير ولكن يأتي السؤال الخطير هل من يحملن الفكر المتطرف فقط هن من ذهبن لمواقع الاضطرابات..؟ ام ان هناك عددا أكبر منهن يعشن بيننا ويقدمن فكرهن المتطرف مع الحليب والطعام لأبنائهن..؟
السؤال وجيه جدا اذا نحن نظرنا لأعمار هؤلاء المقبوض عليهم سنجد ان اعمارهم صغيرة تتراوح بين الخامسة عشرة والثانية والعشرين سنة ما يعني انهم مازالوا يتشربون جزءا من فكرهم من اسرهم، وايضا وهنا الأهم يجد بعضهم تعزيزا ودعما فكريا من اسرهم وخاصة الأمهات اللاتي يجدن في تطرف ابنائهن بعدا دينيا مقبولا دون محاولة منهن لإصلاح الاعوجاج الفكري لديهم بفكر معتدل، ولعل أفضل مكان لإصلاح ذلك يكون من خلال المؤسسات التعليمية التي عليها اعادة النظر في حصر المحاضرات الثقافية في نوع معين من المشارب مع ضرورة التوسع في الأنشطة الابداعية الجمالية واتاحة الفرصة لمحاضرة في فن الرسم واخرى لسيدة اعمال وثالثة لمخترعة ورابعة لتجربة مبتعثة..
لابد أن يتواصل الجيل الشاب مع الناجحين والمقبلين على الحياة بعد أن أكثرنا عليهم من ثقافة الإدبار عن الحياة.