أحمد شاب طموح يعيش في محافظة حوران من أعمال سوريا /الشام /كان فقير الحال فأبوه عامل ينفق على أسرته المكونة من عشرة أفراد مما يضطر أحمد للعمل في إجازة الصيف كي يوفر مصروفه الشخصي أثناء المدرسة أما أخوة أحمد فهم عبد الله ومحمد وسامر وفاطمة وزينب ومريم وآمنة وميرفت. لم يكمل إخوته الذكور دراستهم لذلك فهم يساعدون الأب في العمل كل هذه العوامل مجتمعة جعلت أحمد يشعر بالضيق الشديد وربما بالحقد على الواقع الذي يشعره بأنه عالة على أسرته ويشعره بالوقت ذاته بالحرمان من أبسط حقوقه كطالب يريد أن يبني ذاته ويستمتع بإنجازات هي إلى الآن مجرد أحلام إذ لا تتوفر له أقل مقومات تحقيقها في حين أن المتنفذين من أبناء بلده ينعمون بكل ما يحلم به هو، ويعتقد أنه لو امتلك أقل القليل مما توفر لهم لأبدع أشياء تعود بالنفع والفائدة على أبناء مجتمعه كافة !
لكنه عرف فيما بعد أن بلدان العالم الثالث هكذا تخطط لأبنائها كي يعيشوا وأن يقتلوا الإبداع في مهده لذلك لا يستغرب أن تسمع عن عالم في الرياضيات أصيب بالجنون عندما تم تعيينه كمدرس للصف التاسع!!هذا نموذج يتكرر في بلداننا نعم يتكرر وبالمقابل نسمع بشخص ليست لديه شهادة البكالوريا حتى يلمع نجمه ويشتهر على الشاشات وعبر وسائل الإعلام المحلية وربما الأكبر من ذلك (كفلان وفلان. ...)وفهمكم كفاية!
على أية حال فإن أحمد صاحب الطموح الكبير قرر أن يصبح إنسانا غير عادي وكانت أولى خطوات نجاحه عندما اكتشف لعبة الساسة في العالم الثالث فبدأ من هنا ورسم لنفسه طريقاً كان متأكداً من وعورته لكنه بالعزم والتصميم والتركيز والثقة المطلقة بالله تعالى شق طريقه فتخرج من جامعة دمشق في سوريا ومن ثم تابع دراساته العليا عبر التعليم الافتراضي وهو الآن بروفسورا في مجال (علم نفس الأسرة )بالتأكيد لم ينتهي طموح أحمد عند هذا الحد بل إنه يعتبر أن تلك هي البداية لذلك بدأ مشواره الإبداعي في الوصول إلى هدفه والذي هو بناء مجتمع واعي مهتم بقضايا المجتمع بدأه ببناء فريق عمل من أبناء وبنات بلده فريق متعلم واعي يحمل الهم والهمة نحو البناء والتطوير الاجتماعي ولا زال الفريق يتطور ويكبر يوماً بعد يوم وهو الآن يضم عدة فروع في العالم العربي يشغل أحمد وظيفة المستشار العام لهذا المشروع العالمي والذي من خلاله ثبت أن إرادة الشعوب لا تقهر وهي تحتاج فقط إلى من يشعل فتيلها كي تنطلق كالسيل الجارف الذي يذهب بكل أنواع الزبد ويلقي به خارج أسوار التاريخ والحضارة البشرية. ...والسلام