على رغم الظروف الصعبة التي يعيشها لاجئو جنوب السودان في المعسكرات الواقعة على النقطة الحدودية في ولاية النيل الأبيض الفاصلة بين دولتي شمال السودان وجنوبه، فإن عدداً من الفتيات هناك، لا يزلن يحتفظن بآمال للمستقبل لم تتأثر بالحرب الأهلية التي أنهكت دولة الجنوب الوليدة.
وقالت جلينا بور إنها تطمح إلى أن تصبح موظفة أممية تعمل في إغاثة المنكوبين والمتأثرين بمختلف الصراعات حول العالم، فيما أشارت هندة صموئيل إلى رغبتها الشديدة في العمل عارضة أزياء، على غرار العارضة العالمية أليك ويك المتحدرة من جنوب السودان والتي عانت أيضاً من ظروف البؤس والتشرد بسبب الحرب، قبل أن تهاجر إلى بريطانيا.
وولدت ويك في مدينة واو في جنوب السودان عام 1977، وهي من قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها رئيس البلاد الحالي سلفاكير ميارديت. وعندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، اضطرت ويك إلى الهرب من مسقط رأسها خوفاً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1987، فشقت طريقها من العاصمة السودانية الخرطوم إلى بريطانيا، حيث جرى اكتشافها في أحد المهرجانات المحلية، لتصبح بعد ذلك واحدة من أكثر الوجوه المميزة في عالم الأزياء.
ونشرت "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة، سيرة ويك على موقعها الإلكتروني، موضحة أن العارضة ظهرت للمرة الأولى في فيديو موسيقي للمغنية تينا تيرنر بعنوان "غولدن آي"، ثم اقتحمت مجال الأزياء لتحتل غلاف عدد تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 من مجلة "إيل" الشهيرة.
ومنذ ذلك الحين، تربعت ويك نحو عقدين على عرش عالم الأزياء، وصنفتها مجلة "بيبول" ضمن "أجمل 50 شخصية" و"أكثر 50 وجهاً مؤثراً في عالم الأزياء"، وقامت بعرض أزياء لدور الموضة الأكثر ريادة في العالم، مثل "كالفين كلاين" و"كريستيان ديور" و"غوتشي"... وغيرها.
وتوازن ويك حالياً بين العمل على منصة عرض الأزياء ونشاطاتها الأخرى، إذ امتد نطاق عملها ليشمل التصميم والتلفزيون والكتابة. ونشرت سيرتها الذاتية عام 2007 بعنوان "أليك: من لاجئة سودانية إلى عارضة أزياء عالمية".
ويروي الكتاب قصة تجربتها الخاصة ومعاصرتها للحرب والنزوح القسري، إلى جانب حملاتها الواسعة للدفاع عن حقوق الإنسان، مركزة تحديداً على اللاجئين والنساء والأطفال.