ثلاثية تشكل محور الوجود؛ كل أمة من أمم الأرض تتعامل مع الوجود بناء على منهجيتها الخاصة مع هذا الثلاثي والأمة التي تحسن التعامل مع قوانين الله تعالى في الأرض هي التي تفرض منهجها لتكون مركز العالم. لذلك فإن ما نراه اليوم من تغليب للمصلحة الخاصة ولروح الفردية ومن ظلم وقسوة تملأ الأرض هو نتيجة تغلب فلسفة خاطئة أصحابها استطاعوا فرضها بالقوة. من أجل هذا تظهر لدينا بين الفينة والأخرى أمم مدعومة من القوى الكبرى تظلم وتضطهد جيرانها ممن يخالفون تلك المنهجية .
أيها الأكارم : إن أوضح فلسفتين في التعامل مع هذا الثلاثي هما فلسفتي (العلمانية، والإسلامية )فالعلمانية تتعامل مع الحياة الدنيا على أنها دار الخلود لذلك يجب على الإنسان أن يستمتع فيها إلى أبعد حد ويبني مجده وسعادته ولو على حساب الآخرين ولو ظلم واضطهد واغتصب. لذلك فهو يقدس جسد المرأة وليس عقلها ولا قلبها ولا روحها ويقدس من خلال ذلك شهوتي البطن والفرج وحب العظمة والظهور. فتنتشر المفاسد من أماكن الدعارة وشرب الخمور والاعتداء على الآخرين فتظلم الأرض وتضيق بما رحبت .
أما منهجية الإسلام في التعامل مع الكون الإنسان والحياة "لمن لا يعرف "تقوم على أن الإنسان هو مركز الوجود وهو المخلوق المكرم قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم )وبالتالي هو المسؤول عن إعمار الأرض (الكون )(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )وبالتأكيد فإن الله تعالى لم يوجد الإنسان ويامره باعمار الأرض ونشر الخير والعدل فيها دون إرشاد وتوجيه بل اختص رسلا اصطفاهم ليعلموا اقوامهم كيفية التعامل مع الحياة الدنيا. أما الحياة من منظور إسلامي. فتنقسم إلى مراحل الأولى هي هذه الحياة الدنيا وهي دار امتحان واختبار واعمار للكون وأيضاً لما بعدها. وحياة البرزخ وفيها ما فيها من نعيم وعذاب بحسب ما قدم الإنسان لها في الحياة الدنيا والآخرة وهي الدار الباقية التي يعمل المسلم ليكون من الفائزين فيها بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
أيها الأكارم : في الحقيقة فإن الإنسان يجب أن يبرهن على صحة ما يدعي أليس كذلك؟ ؟وأنا كمسلم يحق لي أن أدعي أن اعتقادي عن الكون والإنسان والحياة هو الاعتقاد الصحيح ودليلي هو أمة الإسلام في عهد ازدهارها حيث ساد العدل الأرض وذلك بشهادة المخالف قبل الموافق وكلكم يعرف المقولة المشهورة {لم يعرف التاريخ فاتحا ارحم من المسلمين العرب }.وبالمقابل اليوم في زمن وهن المسلمين وسيطرة غيرهم نرى ظلما وقهرا يملأ الدنيا جهاراً نهاراً.
لذلك فإني استحلفكم بالله أيها المسلمين أن تنهضوا ليسود العدل والإحسان والرحمة الأرض. وأيها المنصفون أن تزيلوا الغشاوة عن عيونكم كي تبصروا الحق فتتبعوه. والسلام .