الشاعرة أحلام بناوي تكتب بإحساس تستحوذ عليه مخيلتها وترى الجمال والحب مرتبطين بالوطن من خلال ابتكارات عفوية تقدم العبارة الشعرية على انها تشكيل بنيوي يصل الى السهل الممتنع عبر أسلوبي الفصيح والمحكي.
و قالت الشاعرة بناوي “بمقدور الشاعر التعبير عن مكنوناته عبر الشعر الفصيح والمحكي وفق الحالة النفسية التي يعيشها ولهذا قد يكون هناك دور للبيئة وللأشخاص الذين يعيش معهم الشاعر تلك الحالة الوجدانية للوصول الى قصيدة من المفترض ان تكون محملة بالصور والألفاظ والعواطف”.
وأضافت بناوي “شعر المراة وبنيته العاطفية والانسانية تختلف عن شعر الرجل فالأنثى هي أكثر رقة واشد عاطفة من الرجل ما يجعلها تغوص أكثر في نسيج التراكيب الشعرية في الوقت الذي يكون فيه الرجل اكثر عنفوانا وحماسة ووضوحا من المراة ذات الأنوثة الراقية والتي يجب ان تتميز بها” مشبهة شعر المرأة بالقيثارة التي تعطي نغما يحرك المشاعر والأحاسيس.
ورأت صاحبة ديوان الحلم الأول أن الشعر موهبة تتجلى في حضور سام لمشاعر متدفقة غالبا ما تسمى بالوحي الشعري وهذه الحالة تستحضر كل القدرات الثقافية والاجتماعية والتخييلية لتصنع منها القصيدة.
وهنالك نوع من الكتابة المنظومة بحسب بناوي قد تكون في قالب متماسك لغويا وتنساب بشكل مقنع في حال امتلك صاحبها موهبة الالقاء لكنها قد لا تتجاوز دائرة النظم والمران العروضي اذا لم تتوفر فيها البنى الفنية الاخرى المكونة للشعر فهذا النمط لا يدخل ملكوت الشعر نهائيا.
وبينت بناوي ان الشعر صاحب المكونات الحقيقية لا بد له من ان ياتي بحالة ذاتية تنتفض لها الروح وتسري في الجسد تتخطى ذاتية الشاعر لتحقق ألقا ادبيا يسعى الى الافضل لافتة الى ان الشاعر الحقيقي يحول كل الحالات الذاتية الى ما يخدم الشعر والانسان.
واعتبرت أن تسمية ولقب شاعر تتطلبان من صاحبها ان يجتهد ويطلع ويبحث ويتواصل مع ما حوله حتى يكون قادرا على الحضور في الساحة الثقافية ولا سيما ان الخيال عند الشاعر يحتاج الى كثير من الاغناء ليكون قادرا على الولوج الى القصيدة.
وعن كتابتها للشعر المحكي قالت بناوي “هذا النوع من الشعر ليس عنواني بالتأكيد فأنا أذهب الى الفصيح لأنه عنوان الشعر العربي وديوان أسفاره وتداعياته وتحولاته أما المحكي أراه ضرورة عندما تكون حالتي النفسية مع المحيط تتطلب هذا النمط لتؤدي دورا انسانيا او وطنيا ولتأتي معها بالقصيدة التي تحمل النغم الموسيقي”.
ولفتت بناوي الى اهمية خروج المرأة عن مواضيع الوجدان والغزل في قصائدها الشعرية لأنها تساهم الى جانب الرجل في كثير من القضايا المحورية المهمة فهي قد تتمتع بموهبة اخاذة تفعل فعلها في المحافل الادبية كتلك التي يمتلكها الرجال ويمكن ان تكون أكثر ولا يخفى على أحد حضور الخنساء في تاريخنا القديم وحضور شاعرات في العصر الحديث كنازك الملائكة وغيرها.
وتابعت بناوي “على الشاعرة ان تسعى لتكون في كتاباتها على مسار الأصالة والمعاصرة وهذا ياتي بتنمية الموهبة في ثقافات متنوعة ومختلفة تبدأ من الحاضر وتروح الى التاريخ وتحلم بمستقبل أكثر جمالا لتصبح الأصالة والمعاصرة فطرية وعفوية كلما ذهبت الشاعرة لتكتب قصيدتها”.
يذكر ان الشاعرة احلام بناوي شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية في دمشق وعلى مستوى سورية في مجالي الشعر الفصيح والمحكي صدر لها ديوان شعر بعنوان /الحلم الأول/.