قال مسؤولان أفغانيان إن جرائم العنف ضد المرأة بأفغانستان سجلت مستويات قياسية وازدادت وحشية في عام 2013. كما سجل ارتفاع ضخم في عدد محاولات النساء الانتحار حرقا، وهو آخر ما تلجأ إليه المرأة التي تتعرض لسوء المعاملة، وفق حقوقيين.
وكان من ضمن أهداف الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية 2001 لأفغانستان أيام طلبان "استعادة حقوق المرأة" كما كانت تقول، وذلك في ضوء أن الحركة كانت تلزم النساء بارتداء البرقع، ولا تسمح لهن بالخروج من المنزل إلا برفقة محرم.
لكن رئيسة لجنة حقوق الإنسان المستقلة الأفغانية سيما سمر شددت على أن الغزو لم يحمل الكثير لنساء أفغانستان وقالت "العنف ضد المرأة كان يرتكب في هذا البلد قبل وصول القوات الأجنبية أفغانستان، وخلال الحرب وأثناء وجودهم في أفغانستان، وقد يستمر إلى ما بعد رحيلهم"، المقرر بحلول نهاية العام الحالي.
وأضافت أن الهجمات الوحشية التي تعرضت لها المرأة خلال العام كانت صادمة حقا، مشيرة إلى "قطع أنف وشفاه النساء واغتصاب جماعي في مكان عام وهو ما يمثل صدمة في ثقافتنا".
وذكر متحدث باسم لجنة حقوق الإنسان المستقلة الأفغانية أن أحدث الأرقام لعام 2013 توضح أن هناك زيادة بنسبة 25% في حالات العنف ضد المرأة في الفترة من مارس/آذار إلى سبتمبر/أيلول، مشيرا إلى أن تدهور الاقتصاد وانعدام الأمن بشكل كبير ساهم أيضا في ارتفاع الحوادث المبلغ عنها.
وقالت ناشطة أخرى في مجال حقوق المرأة في هرات إنه سيكون من العسير تحسن الوضع بسبب صعوبة تطبيق القوانين التي تهدف إلى حماية المرأة.
وأرجعت ثريا باكزاد -التي تدير ملاجئ للنساء في عدة أقاليم- ذلك إلى أن "الحكومة ليست بمثل هذه القوة هنا والقانون لا يطبق في البلد بأكمله ولا تزال هناك ثغرات في كل مكان وبإمكان أي شخص أن يفعل أي شيء".
ويشير حقوقيون إلى أنه من الدلائل على تراجع حقوق المرأة في السنوات الأخيرة ارتفاع حالات الانتحار، وهو آخر ما تلجأ إليه المرأة التي تتعرض لسوء المعاملة.
وسجلت وحدة الحروق في مستشفى هرات وهي واحدة من اثنتين في أفغانستان رقما قياسيا في عدد النساء اللاتي حاولن الانتحار حرقا في عام 2012، وقال رئيس الوحدة إنه لا يستطيع التحدث بصراحة بسبب تهديدات من أقاربهن.
وعرضت قناة أفغانية محلية مؤخرا صورا للسيدة سيتارا (31 عاما) التي قطع زوجها مدمن الهيروين أنفها وشفتيها لرفضها بيع مجوهراتها للإنفاق على إدمانه. وتتلقى سيتارا -وهي أم لأربعة أبناء- العلاج في تركيا حاليا.