يجب أن نفهم قانوناً حياتياً ترددت حوله الأمثال بل كتب عنه الشعراء، وهو بإيجاز يتمثل في تنوع الناس واختلاف اهتماماتهم، كما يقول المثل:«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، هذا الاختلاف أيضاً يتمثل في الطباع والأولويات والرؤية والمقصد والتطلع.
وهذا يؤدي بنا إلى نقطة جوهرية عميقة تتعلق بالتقبل، إذ يجب أن نفهم هذا البعد الحقيقي في سلوكياتنا الإنسانية وخصوصاً عند التعامل مع بعضنا البعض، مهما كان نوع هذا التعامل وشكله وطبيعته، لأن عدم الفهم ينتج عنه الخلاف الذي يكبر ويمتد، وقد يسبب تصدعاً في علاقاتنا بصفة عامة وعلاقاتنا بذوي القربى، ويجعل الأب أو الأم في حالة غضب على ابنهما أو ابنتهما، أو يجعل الأخ يحزن بسبب طريقة تعامل شقيقه معه، أو قد يسبب أحكاماً غير منصفة من المدير أو الرئيس أو رب العمل على بعض موظفيه، وبالتالي اعتبار بعض سلوكياتهم وممارساتهم تنم عن سوء طوية وسوء في التعامل وعدم الاحترام أو التقدير.
نحن نحتاج في هذا المحور لعدة جوانب حيوية ومهمة، مثل أن تكون عندنا بديهية وتقبل تام لمعنى الاختلاف والرضا بوجوده، وأنه قد يكون خيراً ودافعاً لمزيد من التطور أو البناء عليه للأفضل. النقطة الأخرى هي تعلم كيف نعبر عن وجهات نظرنا المختلفة التي نعتبرها مغايرة لأقرب الناس إلينا، فأنا أجد التعبير عن رأي مختلف وبعيد عن تفكير المقربين يتطلب مهارة ودقة تجب مراعاتهما.
وفي هذا السياق إن كنا نرى شيئاً مختلفاً عن الآخرين، ففي اللحظة نفسها يجب أن نشعرهم بأننا نفهم وجهات نظرهم بشكل تام لا لبس فيه، وإشعارهم بأنك تفهم جوانب رأيهم كافة سيساعد على أن يتقبلوا اختلافك وينتظروا وجهة نظرك.