ما الفرق بين نساء الأردن ونساء البلد الأفريقي الصغير رواندا، ببساطة هذا البلدا وفر للنساء الكثير من الفرص التي جعلته يحتل مكانة متفوقة بين دول العالم في ردم الفجوة بين الجنسين حيث احتل المرتبة السادسة عالميا على مقياس المساواة بين الرجال والنساء الذي يصدره المنتدى العالمي الاقتصادي منذ عام عام 2006، بينما جاء الأردن في المرتبة 140 من بين 145 دولة شملها التقرير؛ فالديمقراطية الرواندية الناشئة والتنمية التي تحبو في خطواتها الاولى جعلت من بلد يشبه الاردن في عدد السكان والموارد ومر بظروف قاسية يحقق مؤشرات متقدمة ومدهشة في التنمية البشرية يعود الفضل الأول فيها إلى قوة النساء في الاقتصاد والسياسة والمجتمع.
تراجعت مكانة الأردن ست درجات عن العام الماضي وثماني درجات عن عام 2013 وفق مقياس المساواة بين الرجال والنساء، حيث يستند التقرير على تحليل بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي في أكثر من 12 مجموعة بيانات متعلقة بفرص المشاركة الاقتصادية والحصول على التعليم والصحة والقدرة على البقاء والتمكين السياسي. حيث جاء أن النساء الأردنيات يشكلن نحو 8 % من كبار المسؤولين والبرلمانيين والمديرين وحوالي 92 % من الرجال، كما أن نسبة النساء بين وزراء الحكومة11 % فقط، بينما ما تزال المشاركة الاقتصادية للمرأة 16 % فيما تشكل المرأة في المهن التقنية والحرفية نحو 34 % مقابل 66 % للرجال. في المجمل تراجع الأردن في كافة مؤشرات التقرير نحو 18 % عن معدل مؤشرات السنوات التسع الأخيرة وتقدمت النساء الأردنيات في مؤشرين هما التعليم والتمكين السياسي وتراجعن في مؤشرين هما التمكين الاقتصادي والأحوال الصحية.
مفاجأة التقرير بدون منازع كانت رواندا التي حققت مكانة متقدمة ومدهشة تمثلت في حصولها على الترتيب السادس عالميا؛ أي قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وقبل نساء اليابان وفرنسا، إذ حققت نساء رواندا معدل مشاركة اقتصادية في سوق العمل نحو 88 % وهي الأعلى في العالم، بينما نسبة حضور الروانديات في المواقع العليا 34 %، وفي المواقع المهنية والتقنية 42 % ونسبة النساء 64 % من البرلمان، و35 % من المواقع الحكومية.
رواندا دولة صغيرة وفقيرة في شرق أفريقيا، أي منطقة البحيرات العظمى، عدد سكانها نحو 12 مليون نسمة ودخلها القومي الإجمالي لا يتجاوز 15.5 مليار دولار، ونالت استقلالها في عام 1962، ولكنها عانت من حرب أهلية مدمرة في التسعينيات وصلت قمتها في الإبادة الجماعية القبلية في عام 1994 التي راح ضحيتها نحو مليون إنسان، ولكن سرعان ما تعافت هذه الدولة في العقد الأخير، وتضاعف الناتج الإجمالي الوطني ومعدل دخل الفرد نحو ثلاثة اضعاف، وفي عام 2008 انتخب أول برلمان ديمقراطي معظمه من الروانديات وحازت العاصمة كيجالي على لقب العاصمة الأكثر نظافة وأمنا وتنظيما في أفريقيا ومنحت جائزة عالمية بهذا الشأن. بل اصبحت مقصدا لرجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وبموجب ذلك يستطيع الاقتصاد الرواندي توفير نحو 200 ألف فرصة عمل وتسعى الدولة الدخول في نادي الاقتصادات الصاعدة بحلول عام 2020.
نساء رواندا يضاعفن قوة بلادهن ثلاثة أضعاف حينما توفرت لهن الفرص في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، وعلاوة على ذلك هن جميلات ويحققن علامات تجارية عالمية في تصفيف الشعر والأناقة؛ أي حافظن على أنوثتهن أيضا. مثال رواندا وليس آيسلندا يحتاج أن نفكر فيه طويلا في الأردن.