نظرة واحدة سريعة وخاطفة على أخبار العالم برمته، أو جولة على القنوات الفضائية، تكفي لتعطيك إشارة ومؤشراً أساسياً وواضحاً عن معنى التنمية والاستقرار والأمن، فضلاً عن التخطيط البعيد والقريب، بينما الكثير من دول العالم مشغولة بأمور أساسية مثل التعليم ونشر مظلة الصحة، وتحاول بناء هيكل الرعاية الاجتماعية المتداعية، وتحاول أن ترمم ديونها والتزاماتها الدولية، في الوقت الذي نرى ونسمع بمجتمعات بأكملها ترزح تحت نير العوز والفقر والفاقة، بل البعض منها يجري تهجيرها واضطهادها بوحشية سافرة، إما بسبب حروب طائفية أو قبلية أو حتى إجرامية.
ما يجتاح عالم اليوم وحشية غريبة على طبع وسلوك الإنسان، الذي انتشر في أوساطه الضيق من الآخر، ورفض المختلف، والعمل على الجمود وعدم التغيير، وهذا مسلك يتعارض مع الطبيعة الحياتية التي نعيشها. في خضم هذا الواقع السوداوي، تظهر نماذج مشرقة لمجتمعات ودول، لن أبالغ إذا وصفت بلادي الحبيبة الإمارات بأنها واحدة من أجمل هذه النماذج، فكل ما هو عكس للبؤس تجده في ربوع بلادنا، وكل ما هو عكس للتعثر والجمود تراه في أرجاء وطننا الغالي، وكل ما هو مختلف عن الكراهية وعدم التسامح تعيشه في بلادنا واقعاً لا شعارات.
نهضة توجهت نحو الإنسان أولاً، حيث أولته العناية الصحية ومدت له مظلة الرعاية الاجتماعية، ووفرت له القانون ورجال الأمن الأوفياء الذين يسهرون على راحة المواطن والمقيم، ثم إنها توجهت نحو البناء الحضاري ورفع المرساة والإبحار في مسابقة أمم الأرض، فحصدنا الأرقام العالمية، ووقف العالم يصفق ويشيد، بل إن العالم جاء إلى بلادنا ليرى ويعيش هذا الواقع المزدهر .. أمام كل هذا علينا نحن المواطنين والمقيمين مسؤولية جسيمة تتعلق بهذا الوطن الذي انبثقت أنواره لتضيء العتمة في أرجاء الأرض كافة، فلنقم برسالتنا بهمة وحب.