كم من الوقت مر على غيابك ..؟. ماهي درجة برودة الرحيل الذي سكنت كلماتك..؟لا يهمني حضور الجسد اذا غابت تلك الروح المشتعلة...تمضي بجاني ولا تراني، تتكلم بلا صوت وتنظر بلا عيون... هذا أنت في اللقاء الأخير عدت بعده محملة بركام من ذكريات بطعم الماء والرماد ، كل المقاعد التي كانت حولنا كانت مشغولة بالصقيع والفراغ ...في حضورك ذاك لا مكان لي ... فقدت الكلام والحواس ، لكنني انتظرت مع الوهم خلف باب زجاجي معتم نصف كلمة و إشارة واحدة تعيد لي حرارة المكان كنت اتمنى اعتقال ذاك البرود ، أين اختفت تلك النظرات الحارقة ؟ ...كنت أختلس اليك النظر ..ويخنقني الوجع ...يقتلني الصخب المنبعث من هناك..تقتلني ضحكات وعطور المساءات المنتحرة على شواطئ أحلامي..هل عرفت كم عانيت في حضورك..فما بالك في غيابك..؟ .ورغم اليقين بنقطة آخر سطر، مازال طيفك يفاجئني كل مساء، يربكني حضوره ، أسمع صوتك الذي لم يفارق مسامعي... حضور ذاك الطيف يجعلني أجمل نساء الكون ، لم أكن أعلم أن هناك طفلة عابثة بداخلي لم تكبر بعد ولا زالت تعشق وتغار، كيف التقينا؟ ولم افترقنا..؟ اعلم اننا التقينا في زمن خارج التقويم لم يكن اللقاء صدفة كنت أستعد له طيلة الوقت أكثر من استعدادي لإجراء امتحان ، كنت أعد الزمن المتبقي للموعد بلا شهية للعد .. سافرت فيك على أجنحة الحلم لأصل قبل الجميع...على خفقة القلب كان اللقاء الأول وبرعشة في اليدين تصافحنا شوقا .. تلامس النار وسرى اللهيب ، التقينا وافترقنا و لا ادري ماذا حصل في الزمنين ، زمن قصير بلون الندى.. غاب فيه الفجر واستوطن القمر كامل المدة .... كنت اتلمس تفاصيلك ، جسدك بأصابعي المرتعشة على صورة و يربكني الخوف ان تشعر بذلك، يموت الحب بين أضلع التفكير وتزهق روحه بأنامل الحكمة ويدفن في مقبرة التعقل بلا صلاة و لا مشيعين غير دمعة متخفية هنا في هذا القلب، فيرقد بسلام الى يوم تجتمع فيه الارواح ، أنت لا تدري ماذا يفعل بي غيابك ؟ تتعطب الشمس ويتأخر الفجر و يتيبس الحلم على الوسادة، لا يساوي الكون كله لمسة أناملك لشفاه الحلم ، أيها المشتهى الذي سكن الفصول لماذا تغافلت عني؟ تغافلت عن إمرأة اللون والحنين والدوار. حتى وان رحلت وفقدت الشجاعة في قول ذلك وأرسلت رغبتك في النسيان على كلمات أغنية أبلغت المقصد .. لا تلوم عشقي المجنون اليك ودعني أرسمك لكي أقتلك كل يوم فأنت بالنسبة لي سيد اللغة التي بها اراقصالكهنة ... لا شيء سيخلدك الا امرأة تشكلك كما تشتهي. ولا شيء يعريني إلا ذاك الشوق الذي يكبر في عمق الغياب وكل مساء سأحيا بين مقصلة التجاهل أو النسيان وجَلد الذاكرة لكي أكون كما أنا رغم المسافات...