عندما تقبل امرأة قاضية ، تٌدخل عشرات الرجال السجن ، و تقضي لبعضهم بالإعدام و لبعضهم الآخر بالمؤبد ، ثم تسكت عن صفعة أو ركلة تأتيها من زوج ، فـ( تأكلها ) دون أن ( تهضمها ) هي امرأة تعدم نفسها بيدها دون حكم قضائي مسبق و تحوّل ذلك الزوج إلى شاكلة الذي تحرّش بـ"رزيقة "ثم دهسها بعجلات سيارته ذهابا و إيابا ، تماما كما يدهس بنعليه حشرة صغيرة ..
الذي تحرش برزيقة ثم دهسها فعاد و استقّل سيارته و ربما كان يفكر في العودة إلى بيته و كأن شيئا لم يكن ، هو لا شك رجل يضرب زوجته و أخته و أمّه ..لأنه بلا أخلاق و لا ضمير .. و لا شك لا يعرف الله .. و إلا لكان عرف أمه التي يأمره الله ألا يقول لها (أفا) و يرى في بنات الناس .. كل بنات الناس ..أمّه و أخته و زوجته ..
الرجل الذي يعرف الله .. لا تحتاج المرأة لقوانين تحمي نفسها منه .. مثل هؤلاء الرجال حضن طبيعي للمودة و الرحمة .. للحب الجميل و العشرة الطيبة .. عندما تبكي المرأة تبحث عن حضن رجل تخبئ رأسها فيه .. و عندما تحّس بالضعف تأوي لنفس ذلك الحضن لتشعر بالقوة .. و عندما يظلمها أحد تحتاج لغمرة ذلك الحضن لتشعر بالحماية .. فكيف لا تخضع النساء لمثل هؤلاء الرجال الذين يعرفون الله ، فلا يرين في الخضوع انتقاص لكينونتهن و لا انتهاك لحريتهن .
و الرجل الذي يضرب امرأة بـ (رتبة) قاضي فلا يشعر بالخجل ، و لا ترتجف يداه ، هو رجل بلا أخلاق .. و لا شك قادر على ضرب أمّه ، و لا شك يشبه قاتل رزيقة أيضا ، و هؤلاء الرجال لا يعرفون الله .. و لا تعرف النساء اللائي يخضعن لهم أي مصير يلقينه ، السجن أو المستشفى أو الشارع أو القبر ، لأن هؤلاء الرجال لا حضن لهم يلملم أوجاع النساء أو ضعفن ، و لا أخلاق و لا ضمير لهم و خضوع النساء لهم (إعدام) للأسرة و المجتمع معا .
خضوع المرأة للرجل تحول إلى (معابة) منذ حوّلت (النَسَويات) الخضوع إلى (فعل مخل) لحقوق المرأة ، و لهذا السبب انشطرت العائلات و ارتفعت معدلات الجريمة و ذهبت الأخلاق ، فلا الأخت صارت ترى في شقيقها حضنها الطبيعي به تتقوّى و تعتز ، و لا الزوجة صارت ترى في زوجها حضنها الطبيعي به عُزوَتها ، و الأرقام التي تصدّرها محافظات الشرطة عن النساء المذبوحات على ركبتي بعض الرجال ، هي محصلّة لخطاب نَسَوِي ينمّى لدى المرأة باستمرار الشعور أنها مستباحة فتنتفض على الأب والزوج و الأخ ، فيكون الدم أو القبر وحده المآل ، في مجتمع ظل يربي الولد على (إخضاع) البنت له ، و ينسى أن يربي البنت على اختيار ما يناسبها ، أي التخلص و هي تتحول إلى زوجة ، من الرجل الذي لا يعرف الله !!
إن الجمعيات (النَسَوِية) و هي تعتقد أنها تعيد للنساء حقوقهن الضائعة ، تسلب النساء كل حقوقهن ، (النَسَويات) يطمعن أن يكلّلن نضالهن بقانون يدفعن السلطة إلى استصداره ، تستغني المرأة فيه عن الوّلي و هي تعقد قرانها مع الشريك الذي تختاره .. في وقت تعّج المحاكم بقضايا الضرب و التهرّب من المسؤولية الأسرية و الخيانة ، المتورطون فيها ، رجال لا يعرفون الله ، (استلموا) زوجات خرجن من بيوتهن تحت جناح آبائهن، فكيف سيكون مصيرهن إذا رحن يستغنين عن الأب أو الأخ أو العم أو الخال خلال عقد قراهن .. لا شك أن استباحتهن ستكون مضاعفة !!
(الخضوع) بمفهومه الاجتماعي التقليدي ، شعور طبيعي بالحماية و القوة و الطمأنينة ، هو صفاء نفسي ظل يحمي الرجل و المرأة على حد سواء من تقلبات الحياة الزوجية ، بعض الرجال (خاضعون جدا) لنسائهم ، و في حضنهن يشعرون بالأمان أيضا و هم الأقوياء و يبكون ، هم يرون في زوجاتهم أمهاتهم ، و لهذا السبب استقامت حياة البيوت فيما مضى ( رغم قلة الحال ) ، و لم تصدّر كما تفعل اليوم الأبناء الذين يقتلون الأصول ، و التلاميذ الذين يعتدون على المعلمات و المعلمين ، و الأزواج الذين يقتلون بعضهم البعض بالخناجر ..
أعرف نساء قضاة و ضباط و أديبات و طبيبات يمارسن (الخضوع) الذي يجرّمه الخطاب النَسَوِي ، لكن حياتهن مستقرة و لهم أبناء رائعون .. لأنهن تحت جناح آباء و أزواج يعرفون الله . أعرف أيضا أن ( الخضوع ) أنتج ضحايا من النساء جمعهن القدر برجال لا يعرفون الله ، فلا فرحن بحياتهن و لا خلّفن أبناء أسوياء .
لا شك أن النساء اللائي يجمعهن الله برجال يخافونه، ليست تعبأ بسؤال (الخضوع) من عدمه ، و مثلهن عشت حياة طبيعية .. و ربما كنت في نظر من يعرفني خاضعة جدا.. نعم أنا امرأة خاضعة إلى العنق .. لزوج يحبني و يرعاني .. و إبن يهديني قبلة .. صباح كل يوم جديد .. و لا يهم قبالتهما إن كنت كاتبة كبيرة أو قاضية أو طبيبة أو ملكت من المال ما لا يملكه هما الاثنان ..