ترى ما ذنب الأنثى،إذا أحبت بصدق رجلا جعلته كل حياتها ، وأخلصت له بوفاء ، وكانت له رفيقة درب قريبة ،حبيبة تعيش بنبض قلبه وتتنفس هواءه ،،هل يحق له بالمقابل أن يحبطها ،ويكبح جماح طموحها فيه ،وهل يحق له لأنها أحبته أن يقابلها بالهجرة وإخلاء سبيلها بمزاجه متى يشاء ،إما بالطلاق والتفريق أو الانفصال ألقسري الفجائي ،ما ذنبها أنها أنثى رقيقة دق قلبها له بعد أن شعرت بأمان معه راضية بما قدر لها معه ،فأحبته بكل ما أتيت من طاقة ،في المقابل هو يتناسى أنها تطرب لكلمات طيبة منه يداعبها لها ، ويتغزل بها ،فتعيش معه أجواء الرومانسية المفقودة بين الأزواج بكل تفاصيلها ،هو لا يقدر أنها هي الأنثى الوحيدة القادرة على أن تزرع الحب بينهما بالود والرحمة لترعاه وتحنو عليه تسكن حنايا قلبه ،ثم فجأة يختفي بحجج غير مقنعة ،فتصدم هي ،وتصرخ باكية وتتساءل المرأة ما ذنبي "أنا" إذا ولدت أنثى رقيقة ـ ما ذبها إذا أحبت رجلا ما بصدق حين طرق بابها ،لماذا ظلمها؟؟ ولم يظلمها دوما ، مع سبق الإصرار والترصد تلجأ للمحاكم للإنصاف ،ولا تجد سندا ممن حولها ، هو يعزف ألحانه ليعذبها ،يريدها ثم لا يقدر قيمتها ،يطردها من حياته فجأة لتقلب أحواله ولظروفه الخاصة التي قد يتعرض لها ،إفلاس ،مرض ،زوجة أخرى ،مغامرة عشق جديدة ،فيدوس على مشاعرها ويركن مشاعرها في زاوية انتهاء الصلاحية ،كثيرات هن النساء اللواتي يتساءلن لماذا تجبر المرأة نفسها على التعاطي مع أخطاء الرجل والتعامل معه مرة تلو مرة وتخضع له لأنها تحبه وتريده معها ،في حين هو يعنفها ويحرمها ويقتل فيها كل أنواع الود والرحمة والإبداع ،لماذا يصر الرجل على أن يكون حاكما وجلادا وقاتلا في نفس الوقت يدفن كل إحساس جميل فيها بعدما عاشته للحظات معه ،ثم فجأة ينال منها ويتركها بحثا عن شيء آخر يتسلى به ،والأمثلة كثيرة يلفها الصمت لان المرأة لا تحبذ أن تكشف عن تجاربها الفاشلة ،وتحرج من عرض حكايتها المحبطة لمن حولها خاصة المقربين الذين يشمتون بها ويجعلون منها حكاية ألف ليلة وليلة ،وتسلية لجلسات الأنس الخاصة بهم ،أحيانا يندم الرجل ،يحن ويشتاق لإنثاه ، ويعود ليكرر الحكاية معها بإسم الحب ،ثم يعودان فينفصلان لإسباب يختلقها ، وهكذا هي تخضع لمزاجية الرجل مستسلمة لإنها تحبه، ،ولظروف طارئة تكون المرأة هي القربان لمذبحة الحب ،وتكون المرأة هي الضحية دائما وأبدا وهو يأمر وينهي ويريد ولا يريد وهكذا إلى أن يرضى ولن يرضى لأنه مزاجي متقلب يخضع لرغباته ،ويلف المرأة الصمت إزاء ذلك لأنها ،لم تجد من يقدر قيمتها وتطوى حكايتها هي في ملفاته المغلقة كمسلسل حريم السلطان ونساء والسلاطين المتسلطين ،دون رأفة أو رحمة وتذهب هي بمشاعرها أدراج الرياح يلفها الصمت بانتظار من يستنصر لها وينصفها.