في الوقت الذي يتهم فيه البعض مهرجان كان بالنزعة الذكورية، فضل منظمو نسخة 2014 إعطاء نصيب الأسد للنساء بتعيين النيوزيلندية جين كامبيون على رأس لجنة التحكيم.
جين كامبيون هي المرأة الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية في تاريخ مهرجان كان. وهي كذلك المخرجة الوحيدة من بين المخرجين نساء ورجالا، التي حازت جائزة في مسابقة الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة. وسترأس النيوزيلاندية جين كامبيون لجنة تحكيم النسخة 67 من مهرجان كان الذي سيعقد هذه السنة من 14 إلى 25 مايو/أيار حسب ما أعلن المنظمون في 7 يناير/كانون الثاني. وستخلف جين كابيون المخرج ستيفان سبيلبيرغ على رأس لجنة التحكيم.
وقالت جين كامبيون في بيان نشره منظمو هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة "اختياري لرئاسة لجنة التحكيم شرف كبير لي. وبصراحة أنا على أحر من الجمر". ومنذ بداية مسيرتها المهنية في الثمانينات، تميزت أعمالها بمجموعة مذهلة من شخصيات لنساء مهمشات وفي نفس الوقت مليئات بعزائم في مواجهة قيود عصورهن.
"تمييز جنسي سينمائي"
انفجر في السنوات الماضية جدل حاد حول ضعف حضور أفلام من إخراج نساء في "الكروازيت"، لكن المندوب العام للمهرجان تيري فريمو يؤكد أنه لم يختر جين كامبيون على أساس جنسها.
يقول فريمو لإذاعة "فرانس إنفو" "نحن سعداء بترأس امرأة للجنة التحكيم. لكني متحفظ من الوقوع في نوع من التمييز الجنسي السينمائي الذي يفرض علينا أن نبرر تواجد امرأة في مكان ما لكونها امرأة. فإذا كانت جين كامبيون المخرجة الغنية عن التعريف فذلك عائد لموهبتها ولعملها".
لكن فريمو عبّر من جهة أخرى عن فرحته بأن تمثل جين كامبيون "رمزا لكل من لم ينفك يطالب دائما، وعن صواب، بتعزيز الحضور النسائي". ففي العام الماضي لم تشارك في مسابقة السعفة الذهبية سوى مخرجة واحدة وهي فاليريا بروني تديسكي.
اشتهرت جين كامبيون بشخصيتها المستقلة والمتحررة، ودافعت بنفسها عن قضية السينما النسائية في 2009 عندما أعربت في كان عن رغبتها في حضور أكبر للمخرجات، وقالت آنذاك "لأنهن منحن الحياة للأرض بأكملها... كل ما يهم النساء يهمني. وطالما لم تكتب الأفلام ولم تصور بأيدينهن، لن نحظى أبدا برؤية كاملة للأشياء". ونددت جين كامبيون بأوساط الصناعة السينمائية التي يهيمن عليها الرجال وبالصعوبات التي تواجه المخرجات للحصول على ميزانيات لأفلامهن من الاستوديوهات.
فقط ست رئيسات من قبلها
وقبل جين كامبيون لم تترأس لجنة التحكيم في مهرجان كان سوى ست نساء وهن: ميشال مورغان وجان مورو وفرانسواز ساغان وإيزابيل أدجاني وليف أولمان وإيزابيل أوبير.
ولدت جين كامبيون في والينغتون عاصمة نيوزيلاندا وأخرجت عدة أفلام طويلة نذكر منها فيلمها الأول "سويتي" -1989- و"درس البيانو" الذي حاز السعفة الذهبية العام 1993 و"النجمة البراقة" 1990. ومن أبرز أفلامها القصيرة نذكر "قشور" الذي حصل على السعفة الذهبية في كان عام 1986. كما أخرجت جين كامبيون "أعلى البحيرة" وهي سلسلة تلفزيونية تلاقي نجاحا كبيرا عند الأنغلوساكسونيين.