نقرأ بين فترة وأخرى مقالات بأقلام (نسائية) دفاعاً عن دور المرأة على خلفية ما يثار من لغط يقلل من دور المرأة ومكانتها.
نتفهم ونقدر لتلك الأقلام النسائية حماستهن. لكن أود تذكيرهن بأنهن مجرد أن (ينصبن) أنفسهن مدافعات عن المرأة فذلك له أكبر الضرر على المرأة، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها أن المرأة كما نعلم جميعاً أصبحت فاعلة وواعدة إن على الصعيد العلمي أو العملي، ولا يجادل إلا مكابر في أنها لعبت وتلعب دورها في المجتمع على أكمل وجه. وهذا يقودنا للقول إن مجرد (الدفاع) عن المرأة يعني فيما يعني أنها قاصرة، والحقيقة عكس ذلك تماماً، لكن هذا ما قد يفهم أو يقرأ من السياق الدفاعي المتشنج، ونحسب أن ذلك قد يستغل ويوظف من قِبل بعض الذين تحركهم تيارات خارجية تقتات وتطرب لوجود مثل تلك (التراشقات) والاستفزازات الإعلامية بين مثقفي المجتمع الواحد، المحزن أن يأتي ذلك التأليب من أقلام نسائية لها اسمها وقرّاؤها، كأن تذكر بعضهن في ثنايا مقالها مقارنات بين الرجل والمرأة وتمعن في الإشارة لتفوق المرأة على الرجل.
وتعرّج بذكر أسماء لعالمات ونابغات في تخصصات وعلوم مختلفة. ونسيت أن مجرد ذكر تلك الأسماء يعني أنه لا توجد على الساحة غيرهن، وأن كل تخصص أو علم يُنسب لامرأة بعينها.. مع أن الساحة تزخر بكثيرات وفي شتى العلوم والتخصصات، دعك من أن عقد المقارنات بين الرجل والمرأة يجب ألا يثار من خلال الصحافة وغيرها من وسائل الإعلام، خصوصاً من (النخبة). فالرجل والمرأة ليسا في سباق.
فالجميع رجلاً وامرأة مواطنون، فلا مجال للمقارنات وافتعال الخلافات التي قد تطال الزوج وزوجته، فلنعمل جميعاً رجلاً وامرأة لخدمة مجتمعنا والتصدي لكل حاسد ومغرض قد يندس بيننا، فالبوصلة لا تستقيم إلا بثبات جميع أفراد المجتمع بشتى فئاتهم ومختلف أجناسهم وأطيافهم.