رسالة وصلتني من إحدى القارئات، كانت خلالها تشكو من شقيقتها التي تسعى جاهدة للشهرة، وفي سبيل ذلك تقوم بالعمل بشكل متواصل ومرهق، لدرجة تأثرت مفاصل حياتها كافة، سواء العلمية أو الاجتماعية.
ظللت لفترة من الزمن أفكر، في تفاصيل الرسالة، لماذا قالت إنها تسعى للشهرة؟ ألا يمكن أن الشقيقة كانت تسعى للتميز والارتقاء الوظيفي، وهذا بطبيعة الحال من حقها؟ رغم أن سعيها للشهرة شأن ذاتي ومن حقها، لكن السؤال هل يمكن أن يكون بهذا الوضوح؟ بمعنى أن يعلم كل من هو قريب مني أنني أعمل لتحقيق هذا الهدف وهو الشهرة!
لا أخفيكم أنني لم أكن لأتوقف كثيراً لو كانت الرسالة تقول إن الشقيقة تعمل وتضغط على نفسها من أجل النجاح الدراسي وبتفوق، أو من أجل نيل درجة وظيفية عالية، أو غيرها، لأن الشهرة أعتبرها نتيجة وليست غاية، بمعنى أن الشهرة قد تتحقق فيما بعد، وتكون تالية، بمعنى أن الإنسان يسعى للنجاح والتميز فيما يقوم به، وقد يكون نتيجة لهذا التميز معرفة الناس بك والانتشار ومن ثم تحقيق الشهرة.
لكنني دوماً أقول إنها نتيجة وليست غاية أو هدفاً، في الحقيقة قد يعتقد البعض أنه مع الشهرة يتحقق النجاح الوظيفي، وهذا خطأ .. وقد يعتقد البعض أنه مع الشهرة يتحقق النجاح الدراسي، وهذا خطأ تماماً أيضاً، وقد يعتقد البعض أنه مع الشهرة ستحصد ثروة مالية، وهذا كذلك خطأ جسيم. الشهرة لن تعطيك شيئاً مختلفاً أو جديداً.
يقول سائق السيارات الألماني الذي فاز بالعديد من الألقاب، ويعتبر من أعظم أبطال الفورمولا على مر العصور، مايكل شوماخر: «أريد فقط أن أكون معروفاً كشخص عادي جداً وأكون قادراً على السير في الشارع مثل أي شخص آخر».