لم أكن أتصور في حياتي يوما أن تصبح العباءة التي أرتديها جزء من شخصيتي التي يعرفني بها الناس والتي أرتديها عند خروجي من المنزل للعمل أو لأي شيء آخر ،أو تصبح واحدة من أكثر الأمور التي أهتم بأناقتها وجمالها وتفرده ،بل أنها أصبحت واحدة من الأزياء الهامة التي أحرص على اقتناءها وشراءها لا سيما وأن العباءة العربية الإماراتية في تصاميمها المواكبة لروح العصر أصبحت تنافس أرقى التصاميم الحديثة للأزياء التي تقدم في عروض الأزياء المعاصرة التي تصمم في دور الأزياء العالمية في كافة المواسم مع تعاقب الفصول الأربعة .
وتشكل العباءة العربية الإماراتية أو “العباية” التي ترتديها النساء الإماراتيات تحديا عصريا أمام صرعات الموضة الحديثة بل أنها تشكل منظومة تراثية للنساء بالإمارات وغيرها من دول الخليج عامة ، لأنها تعكس ثقافة المجتمع الإماراتي وهي ميزة ثقافية واجتماعية في الإمارات وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، ويعود السبب الرئيسي لارتدائها إلى القيم الدينية والأخلاقية التي تتمتع بها الدول العربية خاصة دول الخليج بالإضافة إلى الحماية من البيئة الصحراوية القاسية.
وكان والدي رحمه الله يدعوني لارتداء الجلباب أو الزي الإسلامي المعروف الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا ليس لتطرفي أو عدم قناعتي خلال دراستي الجامعية لكن لعشقي للحرية والحركة السريعة دون عوائق وأغطية تحجبني بفكري وعقلي عن العالم كما كنت أظن سابقا ، ولهذا لم التزم بها إلا بعد مجيئي للإمارات فلهذا الوطن الذي أقيم به الفضل في أن أرتدي العباءة لا سيما وأنها تساعدني للولوج في المجتمع الإماراتي ليتقبلني كواحده منه إلى جانب كونها ملابس مناسبة للمرأة لآنها فضفاضة تسهل على التحرك بحرية وتسهم في حمايتي من تأثير الشمس الحارة والرمال والرياح في الأجواء الصحراوية ولا أعرف سبب اختيار اللون الأسود للعباءة، لكن بحسب ما قرأت في بعض الكتب التراثية فإنها فبالإضافة إلى الأناقة التي يمنحها اللون الأسود للمرأة المحايد الذي لا يلفت الانتباه كثيرا ، فإنه يساعد على الحماية من أشعة الشمس على عكس الاعتقاد السائد بأن اللون الأسود يمتص الحرارة ويخزنها داخل الجسم، وبحسب الدارسات العلمية الحديثة فإن اللون الأسود كمرشح للأشعة فوق البنفسجية الضارة بالجلد، وأن الأسود يشع موجات الحرارة ويشكل مظلة لحماية جسم الإنسان من التأثيرات الخارجية مثل حرارة الشمس والغبار والبرودة أحيانا لهذا فإن العباءة التي اختيرت للمرأة تعتبر إلى جانب جمالياتها فإنها عناية ووقاية لها من أي شيء قد يمسها ويؤذي شعورها ويخدش حياءها في حال ارتداءها أزياء لا تليق بعادتنا وتقاليدنا العربية المتوارثة منذ أقدم العصور .