الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري له بيت شعر يقول : المجد مايوخذ براحة وراحات يوخذ بحزم وعزم واقدام واهمام والمثل الأمريكي يقول ( ﻻتحقق الأعمال بالتمنيات إنما باﻻرادة تصنع المعجزات ) وﻻشك ان النتائج الباهرا التي حققتها المرأة السعودية في انتخابات المجالس البلدية ترقى إلى مستوى المعجزة لأنها من أول تجربة لها في ممارسة حقها السياسي نجحت في الإنتخابات 15 مرشحة من جميع المناطق السعودية وهو عدد لم يكن متوقعا في ظل ظروف اجتماعية صعبة وحملات لمقاطعة التصويت للنساء وصلت إلي حد اصدار فتاوى بتحريم المشاركة في اﻻنتخابات ولكنها اﻻرادة القوية التي تتمتع بها المرأة السعودية قهرت كل الظروف . الجدير بالذكر أن عدد الناخبين والناخبات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة يقدر بنحو 1486477 ناخب شاركوا في انتخابات الدورة الثالثه للمجالس البلدية وبلغ عدد المرشحات نحو 979 فيما بلغ عدد الناخبات 130 الفا .
ان اكثر المرشحات دشنت حملاتها اﻻنتخابية عبر وسائل التواصل اﻻجتماعي التي سمحت للمرشحة بالتواصل مع قواعدها اﻻنتخابية لأنه كما هو معروف في المملكة غير مسموح للمرأة بحضور الندوات المختلطة وغير مسموح لها بقيادة السيارة ولكن هناك رغبة حقيقية باثبات وجودها ومشاركتها في صناعة القرار. ﻻيخفي علي أحد ان القيادة السياسية في المملكة كانت هي الداعم الأكبر في دخول المرأة المعترك السياسي فقد اتخذ الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رجمه الله وطيب ثراه قرار جرئ وحكيم بان تشكل المرأة 20% من عدد أعضاء مجلس الشورى وقام بتعيين 30 امرأة من حملة المؤهلات العليا في مجلس الشورى مما فتح المجال لمشاركة المراه في اﻻنتخاب والترشيح في انتخابات المجالس البلدية وهي مشاركة مهمة في التخطيط للمدن ومتابعة الخدمات والمشاريع التي تقوم بها وزارات المملكة في المناطق والمحافظات مما يؤهلها مستقبلا للمشاركة في صناعة القرارات السياسية وتبوأ أعلى المناصب في المملكة .
نقول ﻻعزاء للمرأة الكويتية ﻻنها فشلت في اﻻستمرار بعضوية مجلس الأمة والمجلس البلدي ليس قصورا فيها ولكن قصورا في النظام اﻻنتخابي وكان المفروض ان تساعد الحكومة في تمكين المرأه بالوصول لمجلس اﻻمة بتعديل الدستور وادخال نظام الكوتا وهو موجود في أغلب المجالس النيابية ﻻنه بغياب نظام القوائم في اﻻنتخابات ﻻتستطيع المرأة منافسة الرجل خاصة أنها حصلت علي حقها السياسي بعد مرور نصف قرن تقريبا على أول انتخابات برلمانية في 1963 وهو ما أكسب الرجل خبرة طويلة في خوض اﻻنتخابات البرلمانية. نبارك للمرأة السعودية وال 15 مرشحة اللواتي نجحن في اﻻنتخابات وكما يقولون رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وقد أثبتت المرأة السعودية جدارتها في جميع المجاﻻت بل أن المرأة السعوديه حققت مكاسب على المستوى العالمي فهناك سعوديات سجلن براءات اختراع في مجال الطب وعلوم اخرى.
ان اي نجاح للمرأة السعوديه هو نجاح للمرأة الخليجية والعربية ونأمل ان تحذو المرأة الكويتية حذو المرأة السعودية وطبعا المفروض العكس لأنه الكويت تجربتها الديمقراطية عمرها نصف قرن ولكن نقولها وبمرارة ان الكويت تسير باتجاه معاكس لحركة التاريخ لأنه الطبيعي هو ان تتطور ويكون لدينا عدد ﻻبأس به من عضوات مجلس الأمة والوزيرات ولكن بوجود دستور عقيم غير قابل للتعديل وكأنه كتاب مقدس ووجود حكومة ومجلس أمة من العصر الحجري ليس لديهم رؤية واضحة وﻻ إرادة سياسية إو إدارة ناجحة سيبقي الوضع على طمام المرحوم ان لم يكن اسوأ .