طموحاتها واسعة الأفق، استطاعت في غضون عام واحد تحقيق ما عجزت عنه الأخريات في سنوات عدة، لا تخشى العثرات، ومستعدة للمغامرة من أجل حقيقة تبحث عنها بلا كلل أو ملل، صوتها أثير بلا حدود، دافعت عن أنوثتها باسم جميع النساء، على رغم أنهن سبب انتقالها كما تقول من صاحبة الجلالة المكتوبة إلى الـ«يوتيوب» المرئي، إنها الإعلامية أميرة العباس التي تصف في حديثها لـ«الحياة» تجربتها الصحافية السابقة بـ«العراك الباطني»، موضحة بأن «تجميد تقاريرها ورميها في الأدراج كان سبباً هجرياً لها»، صمتت قليلاً ثم أكملت «مؤسف حقاً أن تكون النساء سبب في ذلك، حدث ذلك في ختام مراحلي الجامعية الأخيرة، وقتها لم أملك سوى موهبتي».
الإحباط الذي واجهته أميرة لم يكن الأخير، فقبل مرحلة ظهورها في برنامج «بناتيوب» الذي عُرض على «يوتيوب»، تعرضت لموجة إحباط أخرى كادت تؤثر في خط سيرها وتوجهها، تقول العباس: «هناك من حاول نأيي جانباً عن طموحاتي الإعلامية بعبارات لايزال رنينها موجع في نفسي، وبعد تجارب عدة فاشلة، أسدت لي والدتي نصحاً وكأني أراها أمامي الآن، قالت لي: «إذا لم تواجهي مخاوفك فلن تتجاوزي أي شيء آخر».
ولا شك أن النقاش عن هموم المرأة السعودية يتطلب جرأة وخبرة شديدتين للخوض في هذا المضمار، وصاحبت فكرة توجهها لبرنامج يتحدث عن قضايا السعوديات صدفة غير متوقعة، استرجعت أفكارها ململة الحكاية، وقالت: «زرت القناة بالصدفة، وأثناء عرض الفكرة لم أشعر بأي انجذاب نحوها، لكن قراري بقي حبيساً بداخلي، حتى عدت للمنزل وأخبرت والدي بالحوار الذي دار بيننا، وأبدى حماسة شديدة غير متوقعه من وجهة نظري للأمر، وفاجأني حين قدم لي نصحاً بتوقيع العقد في اليوم التالي، ثقة منه بإمكانياتي وقوة محتوى المعروض على رغم جرأته، والذي كان موجهاً بنسبة 100 في المئة للمرأة السعودية».
وأشارت العباس إلى أن البرنامج «حاك اسمها ونسج أسلوب سيرها المستقبلي ونوع توجهها الفكري».
وبخصوص طاقم البرنامج وطريقة العمل قالت: «الجميع بلا استثناء شاركوا في إعداد الحلقات، كان تدخل أي طرف في جميع الأفكار مقبولاً، وعلى رغم ما حقق من نسبة مشاهدة عالية إلا أنه مادياً لم يكن بالمستوى المأمول، ولم أجنِ منه مادياً بصفة شخصية ما تخيله البعض، بل كان ما تقاضيته أقل من راتب موظف حكومي في بداية مشواره، إلا أن عوائدي المعنوية من خبرة وشهرة كانت أكثر بكثير مما سعيت له».
وأبدت أميرة تأثرها بوالدتها المحامية «ربت في داخلي تمرداً تجاه أي قضية تخيف المرأة، وتجاه السلبية، على رغم أنها لم تمارس مهنتها على أرض الواقع، لكن شخصية المحامية وروحها تعيش معنا في البيت».
وأردفت العباس أن محطتها الحالية لم تخل من الإحباط أيضاً «يوماً ما وحين أردت الانتقال إلى إذاعة «مكس أف أم» قال لي أحدهم: «انسي يا أميرة أن تقبل أوراقك وأنت مبتدئة، وبلا خبرة تؤهلك للانضمام إلى إذاعة «مكس أف أم»، وبعدها بأشهر انضممت لهم، وبدأت ببرنامج صباحي كوميدي مدة أربع ساعات، وكان دسماً وثقيلاً جداً، وكنت حينها على وشك التخرج من كلية الإعلام والصحافة، دعمني زميلي في البرنامج بطريقة رائعة إضافة إلى موهبتي، وبعد أربعة أشهر تمت ترقيتي لبرنامج ثقافي اجتماعي يناقش قضايا الشارع.
أريد القول إنني: «تعلمت من تجاربي أن يكون حظن أحلامي واسعاً، وتسعى في الفترة المقبلة خطتي نحو الإعلام المرئي لكنني أدرس العروض بروية»، وترى نفسها بحلول عام 2020 «فوق السحاب»، أما بخصوص عنوان رسالتها في الحياة أجابت: «قلب السلام أينما توجهت».