للعمل التطوعي مهام كثيرة ومجالات فسيحة وغايات متنوعة وساحات شاسعة وأهداف متعددة، وضمن هذه المفاهيم الشامخة والمنطلقات الأصيلة، جاءت " فكرتي " للسورية جود عطري الرائدة في مجال العمل التطوعي التي تطمح لتثبيتها وترسيخها كغطاء عريض للفن الحرفي والعمل الإبداعي والأشغال اليدوية النسوية الخلاقة.
جود قالت لـ " وكالة أخبار المرأة " خلال حوار صحفي أجرته معها، أنها نفذت وطبقت فكرتها على أرض دولة الإمارات العربية التي إحتضنت مشروعها وتسعى لنقل تجربتها إلى بلدها سوريا في حال سنحت لها الظروف ذلك.
ما هي " فكرتي " وما أهدافها وأغراضها ورسالتها الإنسانية، في الحوار التالي مع السيدة جود عطري:
* حدثينا عن شخصيتك؟ وكيف كانت بدايتك مع العمل التطوعي والمجتمعي؟
- جود عطري من مدينة الثقافة و الحضارة مدينة الحب و الفن حلب في وطني سوريا، كبرت و ترعرعت بأحضان مدينتي التي تعلمت من كل شارع فيها عادات و تقاليد أكسبتني قدرة على التحدي و الصمود، عرفتني ما معنى الإنسانية و ما معنى التساوي.. ساعدتني على إكتساب الموهبة وتطوير إمكاناتي على جميع الأصعدة و على رأسها كيف يكون لي دور تنموي ونهوضي بدور المرأة العربية.
دائماً أؤمن بأن المرأة هي إنسانة مبدعة خلاقة ولديها طاقة إيجابية إذا فتحت الأبواب أمامها ستبدع، لهذا كان لي دور كبير بعدة جمعيات تطوعية وخيرية و اجتماعية ساهمت بتحقيق أهداف إنسانية عديدة، وهذا ما شجعني أن أبدأ مشروع (فكرتي) مشروع تطوعي غير ربحي أهدافه نبيلة وكثيرة و رؤيته واسعة وهو إيصال صوت و إبداع المرأة العربية لكل الأنحاء وإظهار إبداعاتها و تعريفها على الأسواق المحلية و فتح الفرص لها لتشارك بدورها كإمراة عربية مبدعة صاحبة فكر خلاق و طموح واسع.
* من وجهة نظرك ما هي أنسب مجالات العمل التطوعي للمرأة؟ وهل هناك إقبال كاف من النساء على هذا العمل؟
العمل التطوعي هو رمز للعمل الإنساني الذي يعبر عن التقدم و الرقي، و هو مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة، فتطور الظروف المعيشية و التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها يملي علينا أوضاعاً و ظروفاً مما يستدعي تضافر جهودنا لمواجهة هذا الواقع وهنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل.
أصبحنا نجد دور المرأة في المجتمع كدور الرجل حيث شغلت المرأة عدة أدوار و إعتلت العديد من المناصب الحكومية و الاجتماعية و غيرها و لا شك كانت المرأة هي السباقة دائماً في الأعمال التطوعيه و إدارة الجمعيات الخيرية و غيرها.
* ما هي دوافعك لإطلاق مشروعك " فكرتي " ؟ وهل حظي بالإنتشار والتفاعل مع الجمهور المستهدف؟
- أهم أسباب انطلاق المشروع كان هو انتقالي من وطني سوريا إلى وطني الجديد الإمارات..فإنه من الصعب التأقلم مباشرة مع مجتمع جديد و التعرف على عاداته و تقاليده ولأنني واحدة من هذه السيدات التي واجهت صعوبات صغيرة كان دافعي الأول أن أبادر وأجتهد وقررت إطلاق هذا المشروع ليكون المشجع الأساسي لكل إمرأة على البدء بمشروعها لتستطيع اثبات وجودها ودورها الفاعل في المجتمع.
كذلك كان لتشيجع الأصدقاء دور كبير في تحفيزي لأطلق فكرتي و من ثم تقبل الناس له و تشجيعهم لي كان هو شعلة نجاحنا.. فحين نلتقي بأشخاص متابعين لنا خطوة بخطوة إن كانوا أصحاب مهن عالية أو أشخاص ما زالوا ببداية تحقيق مشروعهم هو الحافز الأساسي لنكمل رسالتنا.
* طالما أنك امرأة سورية ناشطة في عدة مجالات السؤال ماذا قدمتي من أعمال للتخفيف من معاناة اللاجئات السوريات؟
- بالنسبة لي كسورية الجنسية و حلبية الروح لا ننكر أننا دائماً مقصرين تجاه الوطن و أبناء وطنا في هذه الظروف الصعبه بالرغم من قوة و صمود شعبنا.. حيث أن كل فعالية يطلقوها في هذه الظروف الغامضة تثبت لنا قوة إيمانهم و تحيي فينا أمل العودة يوماً لحضن الوطن و أمنيتنا أن يكون لنا فعالية قريبة بسوريا بالتعاون مع سيدات سوريات واجهن الظروف و تحدوا الصعاب و تأقلمن مع قسوة الظروف ليبقين في الوطن ونحن نأمل أن نجتمع بهن بمشروع يستقطب كل السيدات العربيات لفعالية لصالح الوطن السوري.
شاركنا بمشاركة صغيرة ب فعالية عشتار السنوية الداعمة للمرأة السورية العاملة و استطعنا أن نروج ونسوّق أعمال لخمسة سيدات مغتربات عن الوطن ليشاركن بأعمالهن بفعالية ناجحة ضمن هذه الأوقات الحرجة.
فوجود سيدات يحاربن الظروف القاهرة يكفي أن يبعث الأمل لكل متغربة سورية.
* هل تواجهك مصاعب أو تحديات كـريادية في العمل المجتمعي؟ وكيف تقيمين الصدى الإيجابي لمبادراتك؟
- التحدي هو دائماً المحفز الأساسي لي لأعبر خطوة في مشواري فمن دون الصعوبات لما استطعنا أن نفهم معنى للنجاح.
إن أساس نجاح أي مشروع هو أن نؤمن بالمشروع الذي ننجزه و نحبه بكل معاييره و صعابه و نصبر و نثابر حتى يبدأ النجاح يكلله، و لا نصاب باليأس في بداية تأسيسه فإن كل مشروع يحتاج لوقت و صبر حتى ينهض و ينجح.
إن دعم المشاريع الصغيرة في الدول العربية بمبادرة من جهات حكومية و شركات خاصة يزيح عن كاهل المرأة الطموحة صعوبات كثيرة.
* من وجهة نظرك كيف يمكن للمرأة الإستفادة من إمكاناتها وقدراتها وتوجيهها لصالح مجتمعها؟
- بحكم عضويتي في نادي الإمارات لسيدات الأعمال و المهن الحرة التابع للشيخة الدكتورة هند القاسمي فأنا على إطلاع دائم على نشاطات سيدات الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة وأرى أن دور المرأة العربية أصبح يشغل جميع الدوائر و أصبحت تترأس العديد من النشاطات الاجتماعية أيضاً.
* ما هي تطلعاتك وطموحاتك للمستقبل على ضوء إنجازاتك الحالية؟
- طموحي لا ينتهي حيث أن كل يوم لي هو ولادة طموح جديد لي، عندما نجد الطموح تتسع رؤيتنا و عندما نواجه الصعاب يزيد من همتنا.
فلا شي يأتي من فراغ أو من دون جهد و تعب و أملي أن يكون مشروعي هو محطة لكل مشروع امرأة عربية يحكي قصة نجاحها و يزيدها قوة و تحدي لتنشر أعمالها و لتكون منارة لمراة أخرى لتساعدها تبدأ مشروع مشوارها.
* بماذا تنصحي المرأة العربية عبر فضاء وكالة أخبار المرأة لتكون أكثر فاعلية وإنتاجاً؟
- أنا في بداية مشواري فأنا لا أستطيع أن أقدم نصيحة بل أنا بمرحلة أريد الاستماع للنصائح ولكن بخبرتي و معرفتي أنصح كل امرأة عربية لديها حلم بالتجرؤ و القيام بالخطوة الأولى و الأقدام و المثابرة لأنه حتماً سيحقق نقله نوعيه في المجتمع.
ما أنجزته حتى الآن إنني تعلمت كيف أبني جسور بين إبداع المراة مع المجتمع العربي و كما ذكرت ما زلت ببداية تحقيق نجاحي و إيماني به إن شاء الله و تمسكي بأهدافه هو مفتاح شغفي لتكملة مشواري و لا شك تشجيع الأصدقاء و الأهل و إيمان المراة العربية بمشروعي هو أهم مفاتيح نجاحي.