من الأشياء المعروفة في حياتنا والمتداولة بأن الظلام الدامس مرعب و مخيف خاصة وأن الأطفال بفطرتهم يبغضون الظلام بل يخافون منه ، ولهذا نحثهم على عدم الخوف من الظلام لإن ظلمة الليل تأتي بحكمة من الله ليسخر الأشياء التي تنمو وتكبر وتحيى في الظلام كي يكون سترا وغطاء بحكمته سبحانه ميسرة للناس ، نعم نقول لهم ظلام الليل لا يخيف ولكن الحقيقة إن الظلام بالقلوب مخيف بل وبغيض ونتن الرائحة.
المؤامرات تحاك في الظلام، يقتل الناس بعضهم بعضا حسدا أو بغضا أو تكفيرا كل ذلك في الظلام نعم إن الظلام جد بغيض.
يخدع الكبار الصغار فيسلبونهم أبسط حقوقهم وينهبون أموالهم ويكبتون قدراتهم كل ذلك في الظلام.
نعم أحبابي إن الظلام نتن الرائحة إذا ما دس السم في الدسم وقدم الدسم بأبهى صوره فهذا دليل على أن رائحة الظلام لا تطاق.
هذا الظلام مبتداه ظلام القلوب وخواؤها من الصدق والطهر الذي ينتجه إيمان بالله صادق، هذا الظلام سببه التحاسد والتباغض والتنافر، هذا الظلام سببه حب الظهور الذي يقصم الظهور، هذا الظلام سببه حب الدنيا وكراهية الموت، وتقديم الفاني على الباقي ،العاجل على الآجل.
فإذا ما أردنا للشمس أن تشرق من جديد وللفجر أن يطلع فينير الوجود فلنخرج أنفسنا من دائرة الظلام. ليس فقط الظلام المحسوس بل هو الظلم بأنفسنا الذي لا يرى فيه البعض إلا الشر ولا يدرك أن النور وحده يمحو الظلام ويزيل الهموم ويبشرنا بالخير دوما فلنضيء دروبنا بالخير والعطاء ولنزرع بأطفالنا قيما جميلة بأن تكون مجريات حياتهم جميعها تسير في نور ووضوح كي ينجحوا ويكبروا وهم أتقياء بعيدون من الشرور جميعها.