الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

انتصاراً للمرأة العربية،التسلط الذكوري إلى أين ؟!!

  • 1/2
  • 2/2

كريم مرزة الأسدي - العراق - " وكالة أخبار المرأة "

المجتمع الذكوري العربي فشل في قيادة الأمة ، مما أدّى إلى الحروب والطغيان والاستبداد والتدمير والقتل والنزعات الطائفية والأقليمية والمناطقية والعشائرية والقومية الشوفينية ، والغدر ، وعدم الوفاء ، والهيمنة التسلطية الاستبدادية عقبى التربية الخاطئة بتفضيل الذكور على الأناث ، مما جرهم للطغيان العام والغرور الفارغ ، والقسوة المفرطة ، والتملك الأناني الشرير للأناث والذكور على حد سواء ، من قبل الذكور الطغاة - المرأة جبلت أن لا تمتلك غريزة التملك الجمعي !! - أقول من هنا انفجرت لدى الذكور هذه الظاهرة الطغيانية ، وطغتْ على كل أقطار الأمة ، فأضحت آخر الأمم ، بل الأمة التي ضحكت من جهلها الأممُ .
تنحوا أيّها الرجال التسلطيون - ليرحمنا الله ويرحمكم - وامنحوا المرأة العربية حقوقها الكاملة ، لتتبوأ كراسي القرارات السيادية بكل جرأة وثقة بالنفس ، لأجل الأمة ومستقبل الأجيال، لأجل الإنسانية جمعاء لو كنتم تعقلون !!
ماذا بعد ...؟!! فخلال هذه الأيام فقط من تاريخ العراق الحالك ؟! ومن مدينة واحدة عربية عريقة لا غير ، بل ومن نفس العائلة العربية الأصيلة ، تدفع شهيدتان بطلتان مثقفتان نفسيهما إعداماً في ساحة عامة أمام أعين الأهل والجيران والأقرباء ، وموكلي الأولى وطالبات الثانية ، ومن حوليهما الثيران المتكرشة الملتحية ، مدججة بالسلاح ، كأنهم يواجهون جيوش جرارة ، نعم كانتا أكبر من الجيوش المخنثة ، قد أصرّتا على موقفيهما المتشدد الإنساني الوطني النبيل بعدم تدمير الآثار الدينية والثقافية في المدينة الموصلة الحدباء ، ورفض تربية النشئ على الجريمة المفجرة للأجساد وحضارة الإنسان ، مهما كان ذاك الإنسان ، أليس من حقنا وواجبنا أن ننتصر للمرأة الصلبة ، المفكرة ، المضحية ، الإنسانة كي تتبوأ المنزلة الرفيعة لآتخاذ القرارات المصيرية للنوع الأنساني وأبنائه ، ما دام هي الأم بمعانيها السامية ؟!!
نعم بالضبط في 17 ايلول 2014 قد أعدمت الشهيدة البطلة سميرة صالح علي النعيمي المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان بعد اعتقالها من منزلها على يد تنظيم داعش الإرهابي ، و تعذيبها ، لانها دافعت عن الحقوق المدنية والإنسانية لأهل الموصل ، وكانت من الشجاعة بحيث أنها انتقدتهم على تدميرهم لمعالم الموصل الدينية والثقافية كمرقد النبي يونس ( ع )، وبقية المراقد على صفحتها في الفيسبوك، ووصفها العمل بالبربري ، ورفضت إعلان التوبة برغم التعذيب أمام ما يسمى (بالمحكمة الشرعية ) قبل أن تعدم أمام الناس في ميدان عام وسط الموصل بعد أسبوع على اعتقالها. و سلمت جثتها لذويها ومنعوا إقامة مجلس عزاء لها !!
أمّا الشهيدة أشواق إبراهيم النعيمي المدرسة البطلة في ثانوية الزهور بالمنطقة الشرقية في مدينة الموصل الحدباء ، التي أبت بأخلاق الإنسانة العراقية الأصيلة أن تربي أبناء مدينتها العريقة بالتربية الداعشية التكفيرية المجرمة ، فقد أعدمت بطريقة رهيبة ، لا يصدقها عقل إنسان يعيش على هذا الكوكب الأرضي ، علماً ، بل ومن المعروف أن الخليفة عمر بن الخطاب ، قد خاصمته امرأة ، وأقرّ بصحة رأيها ، بل صعد المنبر ثانية ليشهر هذا القرار !! هذه هي العبقرية الإسلامية الصحيحة ، وإلا كيف انتشر الإسلام !! ( انظروا الصور على النت ولا أزيد الوصف ، فالوصف مؤلم ومرير ) وذلك في يوم الخميس 10 / كانون الأول / 2015) .
ماذا كان يريد هؤلاء من المرأة العراقية والعربية أن تكون ؟!!
كُتبَ القتلُ والقتالُ علينا*** وعلى الغانياتِ جَرُّ الذُّيولِ
هذا البيت قاله عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، - وقيل لعمر بن أبي ربيعة - عندما قتل مصعب بن الزبير زوجة المختار بن عبيد الله الثقفي ، وهي عمرة بنت البشير بن النعمان ، ما اختلفت الأخلاقيات عندنا شيئاً من قبل ألف وثلاثمائة عام ، هؤلاء الأقوام باسم الدين الحنيف كتب عليهم القتل والقتال كما يزعمون ، وعلى الغانيات،جر ذيول الخيبة والعار كأسيرات ، يخضعن للاغتصاب تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، وإذا ثارت واحدة بوجههم ، يكون مصيرها كعمرة الأنصارية ، أين العهر والرذيلة - يا سادتي ياكرام - أن تمنح أنوثتها الموقف الجريء والحنان والأعتزاز والزهو والثقة بقدراتها الجمالية والفكرية والنضالية ، لتأخذ دورها الطبيعي ، أم جر الذيول واغتصابها كسلعة أرخص من العار نفسه ، واستمرت الأجيال العربية تتوارث هذه التقاليد اللانسانية حتى يومنا هذا ، فتفننوا في كيفية أغتصاب المرأة جسدياً وفكرياً تحت سلطة أحكام الشريعة غير الشريفة ... غير شريعة محمد وعمر وعلي ، ورفقاً بالقوارير ...!!
ومن لعبة أقدار المآسي ، إن هذه (العمرة) التي كانت وفية لزوجها حتى الموت تقتل ، ومن تخلت عن زوجها في الظروف الصعبة المصيرية تكرم ، ياللشؤم ... ويا للعار ... ويا للإنسان ...!!
وذلك أنه كانت عند المختار بن أبي عبيد امرأتان، إحداهما أم ثابت بنت سمرة بن جندب، والأخرى عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصاري، فعرضهما مصعب على البراءة من المختار، فأما بنت سمرة فتبرأت منه فخلاها، وأما الأنصارية فامتنعت فقتلها، فقال الشاعر المذكور سلفاً في ذلك مستهجناً فعلة المصعب الإجرامية ، متعللا بضعف المرأة وتبعيتها كسلعة ، ولله الأمر من قبل ومن بعدُ:
إنّ من أعجبِ العَجائبِ عِندِي *** قتلُ بيضاءَ حرةٍ عُطبولِ
قُتِلَتْ باطلاً على غيــــر جُرْمٍ ***** إن للهِ دَرَّهَـا من قتيلِ
كُتبَ القتلُ والقتالُ علينــــــا ***وعلى الغانياتِ جَرُّ الذُّيولِ
وهل يُعقل أنّ بطلتين مثقفتين مجاهدتين أنْ يجرّا ذيول العار والهزيمة والذل ؟!! كلّا ما زال العراق بخير ، وما زالت المرأة تمثل روح الأرض ، ووجدان الوطن ...!! حضن الأمان ، ورمز الأمل... نعم لأيم الله سيبقى حبنا للمرأة العراقية والعربية هو رمز حبنا لوطننا وأمتنا ... وليعقل الجاهلون والقاصرون ...!!
وأخيراً إليكم مقاطع من قصيدتي عن المرأة :
رفيقة َالدّهر ِهلْ بـ(اليوم) تذكارُ؟! ****وبنـتُ حـواءَ أجياـلٌ وأعمـــارُ
أمَّ الوجـودِ لقــــــدْ خبّأتكِ حِكـَماً *** للكالحاتِ ,إذا مــــــا هبَّ إعصارُ
أنتِ -كما زعمَ الماضون من نفري-** بنتُ الجمالِ،وفي الصدرين إيثارُ
كمْ صاحبتني خلالَ العمرصاحبةٌ **** منْ ذكـرها عبّقَ التاريخَ أسـفار
كانتْ دليلاً لعقلي حيـــــــنَ يوهمني ***فقصّرتْ أنْ تضيءَالشمـسَ أشعارُ
لا يقهرُ السرَّ مــا بالكون ِمعرفة *** فالنفسُ نفـْسٌ ، وللجنســين قهّـــارُ
ياعرشَ(بلقيسَ) يا (زبّاءُ): لوعتنا **جفَّ الثرى و(قصـير) القومِ غدّارُ!
يـاليتَ عصرَكما طالـتْ طوائلهُ **** ما بين بحر وبحر قد رســــا العارُ
يا بنتَ حواءَ : والدنيــا مفارقةٌ ****فالمجدُ مجدكِ ، والأيّـــامُ أقدارُ!
مَنْ ذا الذي مات َمِــنْ حبٍّ لوالدهِ ؟!****لكنْ تـُعَلـّلُ للعشـاق ِ أعذارُ !
لا يبخسُ القلبُ ما بينَ الجوانحِ..لا ** والشعرُ ملهمهُ للحبِّ (عشتارُ)
*******************
إنـّي أتيتُ بلا زادٍ سوى ألمي ***هـذا العــراقُ فروحي منهُ أشطارُ
أنـّى ولجتُ بغسق ِالليل ِمكتئبــاً *** شعّتْ لعينيهِ بالآمال أنـوارُ
إنْ جرَّ آدمُها من عنتهِ طرفـاً **تقرّبتْ من سناها في الدّجى الدارُ
إنـّــي أحاذرُ تاريخاً مظالمـــــــهُ ***** وأفقهُ القبرُوالمحصولُ أصفارُ!
إنَّ الحرائرَ إنْ قــادتْ مسـيرتهُ ***** بالإلفِ حنواً يشدّ ُالعزمَ أحــرارُ!
تُذكي لنا الدربَ دونَ اللهب زعزعةً ** ولا تهيمنُ فوقَ الرأسِ أحجارُ!
شتـّانَ بينَ نـَفور ٍ إرثــــــــهُ جدبٌ ***وبينَ لطفٍ تروّي فــــاهُ أمطـارُ
يا أمّنا أنـتِ حصنٌ إنْ يفرّقنا ** داعي الشقاق، وخلفُ الأمِّ ثوًارُ
لقدْ تكاملَ في الشطرين وردُهما * والنقصُ وهمٌ من الجهّال ِ ينهارُ
والسلام على من يفقه السلام والأمان في بدايتنا والختام ...!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى