لم يخطر في بالي يوما ان ادخل الى احدى (كوفيات بغداد)وارى امراة جميلة تجلس بهدوء وراء احد المكاتب وتضع ساقا على ساق وتشرب (التركيبة)وتنادي بصوت كما ينادي الرجال في المقاهي الشعبية طالبة استبدال فحم الاركيلة او تلبي طلابات احد الرواد فيها ،وكانت النساء والرجال يدخلن سرابا رغم ان هذا( كوفي شوب) يقع في احدى المناطق الراقية والمهمة في بغداد،، ان ما يحدث في الكافتيريات وتلك كوفيات هي نوع من التنفس لاعائلات والشباب يذهبون اليها ليقضو وقت ممتع بعيدا عن متاعب العمل ، ولكن من المؤسف جدا ان بعض تلك الاماكن اصبحت تمتهن مهنة( الدعارة)وبشكل صريح في بعض الاحيان ،وربما نستغرب ان نجد رجالا يقفون خارج تلك المقاهي يعرضون على الزبائن الدخول لرؤية خدماتهم واسعارهم التنافسية، وربما تتفاجئ عندما تدخل تجد بنات وصبايا يبداؤن بالحديث معك والتودد اليك والجلوس معهن على طاولة واحدة ،وستتفاجئ ايضا ان بعضهن يعرضن عليك ان تصعد معهن الى الطابق العلوي لانه هادئ وبعيد عن الناس والبعض الاخر منهن يعرضن عليك الى اماكن منام خاصة لتقاضي خدمة خاصة وهو عمل الدعارة والبغاء باسعار تنافسية ،ومن ياتي بدون معرفة لتلك الاماكن (غشيم)يمكن ان يكون فريسة سهلة للعصابات الدعارة التي يشرف عليها اشخاص ينضمون اعمال الصبايا داخل تلك المقاهي التي هي في الاصل مقاهي لليلية في وسط النهار??
تعتبر فتاة في الكوفي شوب احد الظواهر المهمة التي سادت مجتمعنا في السنوات الاخيرة وانتشرت بشكل ملفت للنظر حتى اصبحت من المظاهر الطبيعة ، فلا تستغرب من ان نرى فتاة تعمل في هذا المجال وسط استعراض لاجساد عبر ملابس فاضحة ومساحيق تجميل تستخدم لجلب الزبائن وقبض ما في جيوبهم ، واغلب تلك الفتيات يتقاضن ضعف ما يتقاضاه الرجل بسبب ان عمل فتاة الكوفي ضمانه لجلب الشباب الى ذلك المكان، واغلب تلك الفتيات مرتبطين بعصابات تمتهن سرقه واحيانا القتل اضافة الى عمليات الخطف والتسليب حيث انهم يستخدمن الفتيات كمصيده لستدراج الزبائن من اولاد العوائل الميسوره الحال وفضحهم عبر تصوير فيديوات لعلاقات حميمه تجمع بين الفتاة والشاب وتهديده بنشر وعرضها على زوجته واهله مقابل دفع مبالغ نقديه كبيرة ،،، ومن المعروف تاريخيا ان ممارسة البغاء والدعارة تعود الى اقدم العصور وكان الرومان والاغريق يتخذون من الفتيات والعشيقات تسليةومتعه جنبأ الى جنب مع ازواجهم الشرعيات ومثلهم فعل اقطاعي والوسطى واباطرة الوثنى كطقس ديني يتعلق بمتقدات تلك الديانات، وكانت الدعارة موجودة في العصر الجاهلي عند العرب بنوعية العلني والسري ، وجاء الاسلام فحرم رلبغاء الا ان هذه الظاهرة راجت سلعتهن في العصرين الاموي والعباسي وامتدت إلى العصور اللاحقه فقد ضرب عليهن بعض الستور المانعة للجنوح الخلقي ، فلا غرابه ان تكون مجالس اللهو والانس وازطرب وسائل اغراء جانحة للجنوح بعضهن الى ممارسات خلقية خاطئه بعلم او دون علم مالكهن!!!!!! بعد دخول الانكليز بغداد اصبحت هذه الحرفة علنيه وانتشرت في اماكن متفرقه من بغداد وخاصة قرب المقاهي الشعبية وفي بعض الدكاكين والمقاهي وخصوصا في مداخل شارع الرشيد_____ ويقول احد اختصاصيو الاجتماع ان هذه الظاهرة وغيرها من الظواخر السلبيه تتحملها الدوله وهي المسؤولة عن انتشارها حيث انه تأتي نتيجة الانفلات الحاصل في العمالة والوظائف في القطاع الخاص والذي لم يحدد ولغاية الان بقانون يضمن حقوق وواجبات العاملين وتنظيم اسمائهم وملفاتهم في ملفات خاصة تسهل مراقبتها ومتابعته،،،،،، ويضيف ان ظاهرة فتيات الكوفي وارتباطهن بعصابات التسلسل والخطف ظاهرة خطيرة تضاف للمخاطر التي يعانيها الفرد العراقي وتهدد حياته ومستقبله ،ولزاما على الاجهزة الامنيه التدخل السريع لمكافحه هذه الظاهرة ومعاقبه المسؤولين عنها